«لكل مقام مقال» مقولة لا تجدها الآن على أرض الواقع بشارع جامعة الدول العربية، بمنطقة المهندسين، المكان معروف بانغلاقه على طبقة عالية المستوى المعيشى، جميع المظاهر الحياتية فى المنطقة تتحدث عن سكانها «المودرن»، «المهندسين» المشهورة بالهدوء والنظافة، وبعد أن كانت أحد الأماكن المحظور فيها دخول الحيوانات الخادمة للإنسان مثل الحمار والحصان، تغيرت طبيعتها وأصبحت «إسطبل» للخيل والحمير فى نهر الطريق الرئيسى فيها. فى منتصف شارع جامعة الدول العربية، تتجمع ليلا أسر وعائلات وشباب على الجزيرة المتوسطة حارتى الشارع، هروبا من حرارة النهار، أصحاب الخيول وجدوا فى المكان مناخا مناسبا لكسب «الجنيه»، ركبوها متجهين إلى هناك، لاستثمار إعجاب الأطفال والشباب بها، كل حمار أو حصان يقف بجواره صاحبه.. والدفع مقدما، الحمار بجنيه والحصان ب2 جنيه فى اللفة الواحدة- هذه تسعيرة موحدة لركوب الخيل والحمير فى أكبر وأشهر شوارع المهندسين. أصحاب الخيول والحمير من منطقة «أرض اللواء» المجاورة للمهندسين وليسوا بغرباء عن المكان، لكن الظروف اضطرتهم إلى تأجير حيواناتهم بحثا عن «القرش» -هكذا كان مضمون كلامهم- محمد العربى، صاحب حصان، يؤكد أنهم يأتون يوميا ساعات أول الليل «يشوفوا رزقهم»، ويقول إنهم كانوا يعملون فى السياحة، ولديهم عربات «حنطور» و«كاريته» يحملون عليها السائحين فى شوارع المهندسين الداخلية، مؤكدا أن زبائنهم الأجانب توقفوا عن المجىء بعد الثورة، حسب قوله، «العربى» موضحا: «مش بنيجى فى رمضان، لأنه شهر كريم ورزقه بره كتير»، أما «سِلمى»، صبى عمره لا يتجاوز 12 سنة فيقول: «كل يوم باشتغل هنا عشان أجيب أكل الحمارين اللى معايا، والعيال الصغيرة هنا بتحب تركب وتتبسط». رغم ما حدث لهم جراء تأثر قطاع السياحة بقيام الثورة، يصف «العربى» الثورة بأنها «كويسة»، قائلا «برغم إنها وقفت السياحة.. لكن شالت عننا ظلم كتير كان واقع علينا من الحكومة»، مستقبلا رئيسا جديدا للبلاد: «محمد مرسى ده أنا متفائل بيه خير»، يبنى «الشاب» رأيه على أن الدكتور مرسى «متدين ويعرف ربنا» قائلا: «اللى بيركع ويصلى متخافش منه أبدا، وربنا يوفقه ويرجع لينا السياحة من تانى».