عبرت رئيسة البرازيل «ديلما روسيف» عن دعمها للمطلب الرئيسى للمحتجين الذين تظاهروا فى الشوارع فى يونيو الماضى، مؤكدة أن نوعية وسائل النقل أمر أساسى لحل أزمة التنقل فى البلاد. وكان مئات الآلاف من المتظاهرين نزلوا إلى الشوارع فى يونيو للمطالبة بتحسين الخدمات العامة بما فى ذلك وسائل النقل فى تظاهرات مليونية كانت هى الأكبر. وقالت «روسيف»، خلال تدشين مشروع لسكك الحديد فى بورتو أليجيرى، التى ستستضيف خمساً من مباريات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل: «إن النقل العام هو لجميع الطبقات الاجتماعية، وهدفه جعل الضواحى أماكن أفضل للعيش»، وذكرت أن السلطات استثمرت منذ 2011 نحو أربعين مليار دولار لبناء وتوسيع قطار الأنفاق والحافلات السريعة. وكانت «روسيف» قد اقترحت عند بدء الاحتجاجات تخصيص 25 مليار دولار إضافية لتحسين النقل العام، خصوصاً فى المدن الكبرى التى تشهد ازدحاماً كبيراً فى حركة السير. فيما أظهر استطلاع للرأى، أوردته وكالة أنباء «رويترز»، فى نسختها الإنجليزية أمس الأول، أن «روسيف» زادت شعبيتها بنسبة 6% عن أدنى مستوى وصلت إليه شعبيتها عقب احتجاجات شهر يونيو. وارتفعت نسبة الأشخاص الذين ينوون التصويت لها فى انتخابات العام المقبل إلى 5%. ووفقاً للاستطلاع فإن 30% فقط من البرازيليين رأوا أن إدارة «روسيف» جيدة فى يونيو الماضى، وهو أدنى مستوى وصلت إليه شعبيتها، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 36% بعد أن كانت 65% فى مارس الماضى. وعبر 35% عن نيتهم التصويت لها فى الانتخابات المقبلة بزيادة 5% بعد آخر استطلاع للرأى. وأشار الاستطلاع أيضاً إلى تراجع نسبة المؤيدين للاحتجاجات ضد «روسيف»، فرأى 49% أن هناك نتائج إيجابية أتت بعد الاحتجاجات، بعد أن كان 65% يرون عكس ذلك فى آخر استطلاع للرأى. من جهتها، قالت «أمل مختار»، الباحثة المتخصصة فى شئون أمريكا اللاتينية، إن «نتائج الاستطلاع تظهر أن الاحتجاجات ليست ظاهرة سلبية بالنسبة للأنظمة، ما دامت وجدت القيادة السياسية التى تتعامل معها وتتفهمها دون تعالٍ، وهو ما فعلته (روسيف)، على العكس من النظامين المصرى والتركى، وبالتالى فنتيجة الاستطلاع طبيعية». وأضافت «مختار» أن «روسيف» لم تتعامل مع المظاهرات باعتبارها مؤامرة كونية مثل رئيس الوزراء التركى «رجب طيب أردوغان»، ولا بتعالٍ مثلما فعل الرئيس المعزول «محمد مرسى»، بل تفهمت المطالب، ولم تأخذها على أنها ضدها، وذهبت فى تلبيتها إلى أبعد مما تصوره المحتجون. وأوضحت «مختار» أنه بالرغم من أن الاحتجاجات كانت مرتبطة بمجرد الإنفاق على بطولة كأس العالم للقارات، فإنها لم تتوقف عنده، وطرحت أن يكون الأمر بمعالجة كافة المشاكل المرتبطة بالنظام السياسى ككل وتشكيل لجنة لإصلاح كل هذا. وأكدت «مختار» أن شعبية «روسيف» ستتزايد أكثر من هذا خلال الفترة المقبلة مع تنظيم كأس العالم والتحسن الاقتصادى.