انخفضت أعداد المعتصمين فى رابعة العدوية والنهضة، صباح أمس، عقب قضائهم ليلة من التوتر والرعب بسبب انقطاع التيار الكهربائى وانتشار أنباء عن فض وزارة الداخلية للاعتصامات، فيما كثفت قوات الجيش والأمن المركزى من حصار الشوارع المؤدية لمقار الاعتصامات، ونفى التنظيم ما تردد عن موافقته على صفقة مع الجيش، تقتضى خروج بعض قيادات الإخوان من سجن العقرب، مقابل فض الاعتصامات. ورفع تنظيم الإخوان درجات التأمين على المداخل الخاصة باعتصام رابعة لأعلى معدلاتها، واستعان بأجهزة الكشف عن الأسلحة والمتفجرات لاستخدامها لتفتيش الداخلين إلى الاعتصام، وانهمك المعتصمون فى بناء أسوار خرسانية بعد استقدام سيارات الرمال والأسمنت من ناحية شارع عباس العقاد وعند طيبة مول، وبنى الإخوان سواتر رملية بارتفاع 3 أمتار بعرض الطريق على مقربة من جميع مداخل الاعتصام، ووزعوا عددا من «واقى الرصاص» على العناصر المكلفة بتأمين مداخل ومخارج الاعتصام. وجهز الإخوان كميات كبيرة من الكاوتش والمازوت لإحراقها واستخدامها فى الإضاءة، حال فصل الكهرباء عن الاعتصام لفضه، ونظم المعتصمون مسيرات جابت المنطقة يتقدمها عشرات النعوش الخشبية الرمزية لشهداء أحداث النصب التذكارى وللتأكيد على استعدادهم للموت فى سبيل ما سموه بالشرعية. ورصدت «الوطن» وجود جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان، فى إحدى الخيام، ومعه أشخاص غير مصريين، وجرى توزيع زى موحد أشبه بالزى العسكرى للحرس الجمهورى على بعض العناصر التابعة للإخوان، وأعلنوا أن من يريد المشاركة فى صد فض الاعتصام يجب عليه ارتداء ذلك الزى. من جانبه، قال محمد البلتاجى، المحال لمحكمة الجنايات، فى كلمته للمعتصمين من منصة «رابعة العدوية»: أمة محمد برجالها ونسائها وأطفالها تقف أمام الظالم بكل قوة، واصبروا وستنالون الفوز وتنتصرون وستقولون لمعارضيكم المنافقين كما سيقول المؤمنون للمسيخ الدجال: «ما يزيدنا ما تفعله إلا إيماناً». وهاجم «البلتاجى» الحكومة قائلا: مسئولو الحكومة يستخدمون نفس الكلمات والحروف التى استخدمها من لا يفقهون شيئاً فى سنن الله، إن حياة هؤلاء المعتصمين غالية وثمن تحرير الأوطان ممن لا يؤتمنون على وطن ولا مؤسسات أو حتى على الجيش لأنهم «خونة»، مشددا على أن المعتصمين لن ينصرفوا حتى لو نزلت عليهم فرق الصاعقة والمظلات. وكان اعتصام رابعة العدوية شهد حالة من الفزع بين المعتصمين بسبب انقطاع التيار الكهربائى بشكل كامل عن الميدان قبيل أذان الفجر بنحو نصف ساعة، وأعلنت المنصة الرئيسية بالميدان حالة الاستنفار وخرج جميع المعتصمين من الخيام تحسبا لهجوم متوقع لفض الاعتصام. وبعد أقل من ربع ساعة استطاع المعتصمون إنارة أجزاء كبيرة من الميدان عن طريق المولدات الكهربائية، وردد المعتصمون الهتافات الحماسية وصعد على المنصة عدد من قيادات الاعتصام وعلماء الأزهر الموجودين بالميدان، وصلوا صلاة الليل. وقال الدكتور أسامة يس، القيادى الإخوانى خلال ندوة بمقر اعتصام رابعة: «مستعدون لكفاح سلمى طويل الأمد وأوقن أن النصر قريب. سنظل فى الميادين حتى بعد انتهاء أزمة الشرعية لأن النهج الإصلاحى لن يفيد ونحتاج نهجا ثوريا ضد الدولة العميقة». وقال جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان: «لا أحد فى الميدان يمتلك الحق فى التفاوض قبل رجوع مرسى، وعودته لن تكون كافية لصرف الملايين قبل استئصال دولة الفساد فهى ليست نهاية المطاف ويجب أن يستمر الزخم والحشد حتى انتهاء معركة التطهير الجذرية». من جانبه، قال عصام العريان، القيادى الإخوانى: «بدأت الخلافات بين من عزلوا مرسى، وستقفز الفئران من السفينة الغارقة، ويجب أولا التبرؤ من جريمة المشاركة فى عزل مرسى قبل البحث عن مبادرات أو مخارج»، وأضاف: جرى توظيف الأزهر كغطاء للجرائم مما يدمر تاريخه كله. وفى النهضة، سادت حالة من الهدوء، صباح أمس، وسط انخفاض لأعداد مؤيدى مرسى، ونشبت مشادات كلامية بسيطة بين أهالى منطقة بين السرايات والمعتصمين نتيجة رفع الأهالى لبعض الصور المؤيدة للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، واللافتات المناهضة للتنظيم. وأمام حرارة الشمس المرتفعة فضل أغلب المعتصمين البقاء داخل خيامهم وقراءة القرآن الكريم ومشاهدة التليفزيون، وكثفت وزارة الداخلية من وجودها بالقرب من الاعتصام وانضمت 5 سيارات أمن مركزى للقوات. وواصل المتظاهرون تعزيزاتهم الأمنية المكثفة على المداخل والمخارج، باستخدام الحواجز الحديدية، ونصب عدة سواتر من الحجارة والطوب بموازاة حديقة الأورمان وعند مداخل ومخارج الميدان لتوفير الحماية اللازمة. وحتى مثول الجريدة للطبع، كان من المنتظر خروج مسيرات لأنصار المعزول من البساتين بمصر القديمة وحدائق حلوان ومدينة نصر ووسط البلد، وأخرى مساءً، من ميدان لبنان والمحور وميدان الرماية وجهينة ب6 أكتوبر وهايبر أكتوبر، ومسيرة نسائية من ميدان الجلاء إلى النهضة.