أكاد أشعر يا سيدتى أنكِ، وبعد أن دبسوكِ أو دبستِ نفسك فى هذا المنصب كوزيرة للإعلام، أنكِ منذ دخلتِ مكتبك الوزارى وأنت أكيد «ضاربة معاكى حيص بيص فى الخرابة التى توليتِ وزارتها والمسماة بوزارة الإعلام». أعلم يا سيدتى أنك تسلمت مهام منصبك كوزيرة للإعلام وجميع قطاعات الوزارة عبارة عن «خرابات» من الغش والمشاكل المتفاقمة والمركبة. كذلك أعلم أن وزارتك تكاد تكون خزائنها خاوية «ده إذا كانوا ما اتعذروش قبل كدا وباعوا الخزائن خردة لتوفير سيولة لازمة لشراء عدسة لإحدى الكاميرات غير متوفر لشرائها ميزانية».. بل والأدهى من تلك الخزائن الخاوية أن العمالة الزائدة للغاية فى وزارتك كأفواه مفتوحة على مصراعيها لالتهام أى أموال يتم ضخها لوزارتك.. فلا همَّ لموظفى ماسبيرو سوى المطالبة بمزيد من رفع الأجور والحوافز والمكافآت.. مع أن الغالبية العظمى منهم عمالة زائدة وغير مؤهلة. كذلك أعلم وتعلمين بالتأكيد يا سيدتى بل ويعلم الجميع أن أجهزة الإعلام الحكومية التابعة لوزارتك فى أردأ مستوى لها.. فقد انصرف المشاهدون عن شاشات التليفزيون المصرى لفقرها الشديد والملحوظ مقارنة بشاشات الفضائيات المصرية الخاصة والعربية.. وهو فقر فى الشكل والمضمون لهجرة الكفاءات الحقيقية من ماسبيرو إلى المحطات الفضائية الخاصة التى تقدر كفاءاتهم وخبرتهم مادياً وأدبياً.. وكذلك لفقر أو انعدام المقدرة المالية التى يتطلبها الإنتاج الإعلامى المميز. كذلك أعلم وتعلمين يا سيدتى أن مرتبات وحوافز ومكافآت العاملين المتضخمة بوزارتك كانت قبيل ثورة 25 يناير 2011 حوالى 73 مليون جنيه شهرياً تضاعفت بلا أدنى أمارة حتى وصلت إلى قرابة المائتين وثمانين مليون جنيه شهرياً. أى أكثر من ثلاثة ونصف مليار جنيه سنوياً.. بينما ميزانية وزارة الإعلام من الدولة حسب معلوماتى المتواضعة المؤكدة لا تتجاوز الثلاثة مليارات فى العام.. أى أنك كى تلتزمى بدفع المرتبات والحوافز والمكافآت لجيوش وجحافل العمالة الزائدة وغير ذات الكفاءة لا بد أن تقترضى من البنوك حوالى نصف مليار جنيه. إذن فليس لديك يا سيدتى سحتوت أحمر حتى تقومى بعمل أى شىء بالنسبة لتطوير القنوات والبرامج وإنتاج دراما قادرة على المنافسة وبرامج قادرة على المنافسة وعلى جذب المشاهد والمعلنين إلى شاشات قنواتك. بل وليس لديك سحتوت أحمر تسددين به ديون ماسبيرو «المتلتلة» لشركات القطاع الخاص التى تقدر بمئات الملايين والمتراكمة منذ عام 2008 ثمن برامج ومسلسلات اشترتها وزارة الإعلام من شركات القطاع الخاص.. هذا طبعاً بخلاف مديونيات قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة لصناع مسلسلاتها عن الأعوام الثلاثة الماضية.. لأن هذين القطاعين كانا ينتجان مسلسلاتهما «غير القابلة للتسويق لسوء ورداءة مستواها الفنى» على النوتة من أجل سبوبة الحوافز لقيادات هذه القطاعات. إذن فالديون والفلس يحاصرانك يا سيدتى من كل جانب.. أما المورد الرئيسى لمحطاتك وشاشاتك فقد تلاشى وتبخر وهو الإعلانات، وذلك بعد عزوف المعلنين عن بث إعلاناتهم على شاشات قنواتك الفقيرة فى الشكل والمضمون والتى أصبحت غير جاذبة وبلا أدنى نسبة مشاهدة.. والدليل أن ما حققته الإعلانات من إيرادات فى جميع قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون من أرقام هزيلة خلال شهر رمضان لا تتجاوز مجتمعة عشر ما حققته قناة فضائية خاصة وليدة. إذن فماذا العمل؟ وكيف تخرجين من هذه الكبوة وتنقذين محطات وشاشات ماسبيرو من غيبوبتها قبل أن تتفاقم الغيبوبة إلى وفاة لكل ذلك الصرح شديد الأهمية؟ ولضيق المساحة سأنقل لمعاليك رأياً، بل روشتة شديدة الأهمية لأحد كبار الخبراء الإعلاميين المشهود له بالكفاءة والخبرة والذى جمعنى به لقاء مطول وتطرق حديثنا إلى كيفية إنقاذ قوة ماسبيرو الناعمة وريادتها للخروج من هذه الغيبوبة بل ولبعث الحياة مرة أخرى لمحطات وشاشات ماسبيرو وجعل هذا الصرح الإعلامى مؤسسة تحقق أرباحاً مادية وأدبية.. وليست خرابة كما أرى وترين.. وذلك فى مقال الاثنين المقبل بإذن الله.