لم يكن خبرا عاديا مر على قارئيه مرور الكرام؛ فمن قرأ خبر بث أول قناة فضائية للمنتقبات فى مصر مع أول أيام شهر رمضان، توقف أمامه قليلا باعتباره يخص فئة محددة من المجتمع المصرى بدأت تخلق لنفسها وجودا فى الفضاء الفسيح، ولأول مرة ستشهد الفضائيات ظهور مذيعة منتقبة. خبر الإعلان عن القناة، التى اشترطت فيمن تعمل فيها بالأجر أو بالتطوع أن تكون مرتدية نقابا شرعيا، أثار حفيظة الأوساط النسائية والدينية، التى اعتبرت القناة تسىء إلى المرأة المصرية المسلمة، وتتهمها بالتخلف الفكرى، بل وتروج للعودة إلى العصور الوسطى. «شىء مخجل وكارثة فى حد ذاتها».. هكذا وصفت إقبال بركة، الكاتبة الصحفية، القناة المزمع بثها، لافتة إلى أن النقاب فيه احتقار للمرأة ويعد خروجاً على تعاليم الدين الإسلامى، قائلة: «هناك من يصمم على العودة للتخلف والعصور الوسطى». وطالبت إقبال وزارة الإعلام بمنع بثها، بل ومقاطعتها، لأنها تسىء لمصر، التى كانت تعرف بمنارتها ووسطيتها. الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، ترى أن الوضع فى مصر أصبح غير طبيعى، فكيف تظهر مذيعة على شاشة التليفزيون دون أن يرى الناس ملامح وجهها وأداءها وأفعالها؟ لافتة إلى أن ما يحدث نوع من التشدد، الذى لا يعرفه الإسلام، لإزاحة المرأة عن صنع القرار، وعزلها عن الحياة، وهو فى الأساس شريعة يهودية، أما الزى الرسمى للمرأة فى الإسلام فهو الاحتشام. من المقرر أن يتم بث قناة «ماريا» للمنتقبات فى أول رمضان لمدة ست ساعات يوميا، وجارٍ إعداد مقابلات وحوارات مع منتقبات؛ حيث تدور كل برامج القناة عن النقاب والحياة الزوجية، ويشترط للعمل فيها ارتداء النقاب، سواء للمذيعات أو فريق العمل بالكامل، من إعداد وتصوير وإخراج ومونتاج وتقارير ومذيعين ومراسلين، وستعتمد القناة فى إدارة شئونها على النساء فقط، ولا يُسمح للرجال بالعمل أو الظهور على قناة «ماريا» ولا حتى مداخلات تليفونية.