فى الوقت الذى يرتع فيه الأمريكيون ما بين السجون المصرية وقصور الرئاسة، بحثاً عن مخرج للإخوان، يعاقَب المواطنون المصريون الأقباط على مواقفهم الوطنية مع الثورة المصرية، سواء فى 25 يناير أو فى 30 يونيو، أو مع انتفاضة «التفويض» فى 3 يوليو، وحتى مساء الثلاثاء السادس من أغسطس، يمارس الإخوان العقاب الجماعى على الأقباط.. فى أكثر من ثلاث عشرة منطقة، حيث إنه ومنذ الاثنين 29 يوليو الماضى، وحتى الثلاثاء السادس من أغسطس وقعت (33) حادثة ضد الأقباط فى دلجا بديرمواس، ونزلة عبيد، وملوى، وأبوقرقاص، ومغاغة، وقرى بنى أحمد الشرقية وريدة بالمنيا، وبورسعيد، والمنصورة، ونجع حمادى، وأسيوط، وسوهاج (التى رُفعت فيها أعلام القاعدة على الكنيسة بمركز المراغة)، من بين تلك الحوادث (19) حادثة اعتداء على مواطنين أقباط، و(5) حوادث اعتداء على ممتلكات أقباط، و(5) اعتداءات على كنائس، و(4) حوادث اختطاف لمواطنين فى المنياوالعريش ونجع حمادى!! وبالطبع دفع أهالى الضحايا المخطوفين (مليون جنيه لضحية المنيا، ومائة وخمسين ألف جنيه لضحية العريش، وربع مليون جنيه لضحية نجع حمادى) وبالطبع أجهزة الأمن تعرف هذه التفاصيل وأكثر!! وصدق أو لا تصدق.. فى الوقت الذى كان فيه الضيوف الأمريكيون يتنقلون من سجن لآخر لإنقاذ الإخوان الإرهابيين، كان أنصارهم، لثلاثة أيام على التوالى، يعاقبون بنى أحمد الشرقية 7 كم جنوبالمنيا لأن أحد أبنائها الأقباط مساء السبت 3 أغسطس (حنا دوس فهمى) تشاجر مع «شريف عبدالمنعم راضى» صاحب مقهى، لرغبة الأول فى سماع أغنية تشيد بالجيش، واعتراض الثانى المؤيد لمرسى، غير أنه بعد الإفطار ونتيجة تضامن مسيرة من أنصار مرسى مع صاحب المقهى، تحولت تلك المشاجرة العادية، والتى تحدث يومياً فى القرى، إلى أحداث عنف ومصادمات، وتعرّض لهم الشباب المسيحيون، وما لبث أن توافدت على القرية أعداد هائلة من شباب القرى المجاورة: مثل «العوام» و«بنى مهدى» و«أبو تلاوى» و«الأبعدية» و«بنى أحمد الغربية»، ووصل العدد إلى أكثر من أربعة آلاف شخص، يحمل بعضهم الزجاجات الحارقة والآخر الخرطوش، بينما حمل البعض الثالث السلاح الآلى، مع هتافات معادية للمسيحيين والقوات المسلحة والشرطة، وفق بيان الأسقف العام الأنبا مكاريوس، والذى أضاف: «بدأت أحداث العنف عند الثامنة، وبعد اتصالات مكثفة مع جميع الجهات الأمنية بالمنيا والقاهرة وصلت قوات أمن رمزية عند العاشرة خارج البلدة، ولم تتمكّن من الدخول إلا عند الحادية عشرة والنصف. وعندما حاول شباب آخرون من قرية «بنى أحمد الغربية» اقتحام القرية منعهم رجال الأمن، فقاموا بالتعدّى عليهم فأُصيب ضابط وستة من الجنود، يتلقون العلاج الآن فى مستشفى الجامعة بالمنيا. هذا وقد أسفرت الأحداث عن الآتى: تحطيم صيدلية ومنزل «جرجس عادل شحاتة»، وإتلاف سيارة ربع نقل، ومقطورة جرّار زراعى، ومحل أدوات كهربائية، ومحل زيوت وشحوم، وأربعة محلات أخرى، ومطعم وثلاث محلات ملابس وحدايد وموبيليات، واستوديو تصوير، وكذلك تحطيم سيارتى قلاّب، وتاكسى، كما تم إحراق أربعة منازل، وقد ألقى المحتشدون الإطارات المشتعلة على المستوصف الخيرى بالقرية. وفى «بنى أحمد الغربية» الواقعة على الجانب الآخر من القرية، تجمّع حوالى ألفى شاب من بلاد مجاورة مثل «طهنشا» وحى أبوهلال و«دمشاو هاشم» و«ريدة»، وذلك فى ميدان يدعى «الصليبة»، يحملون العصى وزجاجات المولوتوف والأسلحة، واستمر المشهد حتى الواحدة صباحاً. وأسفرت الاعتداءات عن تعرض منزل ومحل أحد الأشخاص لتحطيم الواجهات الخاصة به، كما حاول المعتدون اقتحام الكنيسة الرسولية فى البلدة ولكن بعض العقلاء فى القرية حالوا دون ذلك، وفى الصباح تجمعوا بالعصى ليمنعوا الأقباط من دخول الكنيسة لحضور قداس الأحد. وفى قرية ريدة المجاورة لمسرح الأحداث، سرت شائعة مفادها قيام المسيحيين فى قرية بنى أحمد الشرقية بالاعتداء على مسجد هناك، وعلى إثر ذلك قامت مجموعات من الشباب فى أرجاء البلدة يتبعهم الرجال، بإطلاق النار بشكل عشوائى من أعلى السطوح، بدءاً من الثامنة ليلاً وحتى الحادية عشرة، وفى مرورهم على منازل الأقباط كانوا يحطمون الأبواب والشبابيك. كما قاموا بتحطيم شبابيك الكنيسة الإنجيلية فى البلدة، كما تعرضت الكنيسة الرسولية بنفس البلدة للرشق بالحجارة. كما قاموا بتحطيم زجاج ثلاث سيارات، وتحطيم مدخل محل لحوم، ورشق صيدلية وعيادة مجاورة للصيدلية، وكذلك منزل ومحل أحد كبار الأقباط هناك، وكذلك تحطيم سيارات نصف نقل ملك «سامح سمير» وسيارة تاكسى، وسيارتين ربع نقل، وحرق شفاط زراعى، وباب محل أدوات صحية. وإلى هناك وصلت قوات أمن رمزية متأخرة، وما لبثت أن غادرت المكان بعد أن تعهدت لهم إحدى الشخصيات المسلمة فى البلدة بفض الاشتباكات وتحقيق الهدوء، وبينما غادرت قوات الأمن البلدة استمرت الاعتداءات». والآن.. المواطنون المصريون، والأقباط بشكل خاص، يتعرضون للعقاب الجماعى على مواقفهم الوطنية والثورية، ولا يطالبون بالثمن، ولكن يطالبون القوات المسلحة المفوضة بمكافحة الإرهاب، والشرطة، بأن تكف قليلاً عن المؤتمرات الصحفية، وتنتبه للصعيد والأقباط، ولحركة تمرد والأحزاب المدنية ونوابها، الذين شكّل الأقباط حجر الزاوية فى تواجدهم بالصعيد، وللرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور ونائبه الدكتور محمد البرادعى ورئيس وزرائه الدكتور حازم الببلاوى: تفرغوا قليلاً من المفاوضات مع الإخوان، وانظروا جنوباً، ولجميع النخب القاهرية الفضائية: «خلوا عندكم دم»!!