خلف أسوار المرض والعجز، هناك عالم ممتد من المنسيين، وقتما يحلّ العيد يقفز أطفال داخل ثيابهم الجديدة، بينما آخرون على أسرة المرض يتقيأون الحنظل الكيماوى، يعانون غصة السرطان الذى ينمو داخلهم، أطفال كانوا أبطال الإعلانات فى شهر التبرعات، رمضان، وعادوا من بعد ذلك مسارح للحرب التى تدور بين داء السرطان وأدوية مستشفى 57357. خلف أسوار دور المسنين، تمر الأيام متشابهات بطيئة مملة على أصحاب البشرات المجعدة.. وهم منسيون من نوع خاص يعيشون أسابيع عمرهم الأخيرة. أيادٍ مرتعشة وشفاة مضمومة مُكرمشة، رؤوس طرحت شعراً أشيب، لا يعرفون للعيد طعماً مميزاً عن طعم الأيام الأخرى، فلا يتلقون معايدات الأبناء ولا يستلذون بمتعة دفع «العيديات» للأحفاد. «الوطن» عايشت المنسيين من فرحة الأعياد، وهم الأطفال المرضى والمسنون المُستبعدون من بسمة العيد وفرحته، عايشت طعم العلاجات المثبطة للسرطان التى تذوب أمامها فرحة أطفال المرضى بالعيد داخل مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، عايشت ضيق الشيوخ المسنين فى إحدى دورهم خلف باب موصد لا يُمرر ألوان العيد المبهجة إليهم بالداخل.