العيد فى «التحرير» حمادة.. وفى «رابعة» حمادة تانى خالص

لم يكن يوماً للمكان دخلٌ فى الاحتفال بالأعياد، فقد كان الشعب يجتمع على قلب رجل واحد، ويمارس طقوساً واحدة للاحتفال بالعيد، من صلاة واحتفالات وخروج للمتنزهات العامة، غير عابئ بأى ميدان أو شارع ستسوقه إليه قدماه، الأمر الذى اختلف فى الفترة الأخيرة، حيث انقسم الشعب بين الميادين المختلفة، وصار لكل منهم طقوسه الخاصة.
هذا العام، وتحديداً بعد الموجة الثانية للثورة، أعلنت ميادين مصر المختلفة طريقة احتفالها بعيد الفطر المبارك، حيث قرر ثوار ميدان التحرير تنظيم حفلات يومية، لاستعادة ذكريات الميدان، بالتعاون مع بعض الفرق الشبابية، التى ستقوم بإنشاد مجموعة من الأغانى الثورية، التى اعتادوا غناءها فى الميدان وسط الجماهير، على أن تظل الاحتفالات ممتدة على مدار ثلاثة أيام.
أحمد مصطفى، أحد شباب الميدان المنظمين للاحتفالية، أكد أنهم حرصوا على أن يظل الميدان يذكر الشعب بثورة يناير، من خلال ترديد مجموعة من الأغانى الوطنية، لذا كانت الدعوة عامة لكافة الشعب لحضور الاحتفالات الثورية.
على الجانب الآخر، جاءت الاستعدادات فى ميدان رابعة العدوية مختلفة تماماً، إذ قام المعتصمون المؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسى بالاحتفال بالعيد، من خلال عمل أفران عامة فى الشوارع، لعمل الكعك والبسكويت وغيرها من حلوى العيد، لتوزيعه على المعتصمين بعد صلاة العيد مباشرة، على أن تقام احتفالية خاصة بالعيد، من على منصة «رابعة»، بترديد بعض الهتافات والشعارات المؤيدة ل«مرسى».
أما الميادين الأخرى مثل ميدان النهضة والاتحادية، فقد اكتفى المعتصمون هناك بتنظيف الميادين، لتوقعهم استقبال عدد من الأهالى، للجلوس فى الحدائق، ومشاركة المعتصمين فرحتهم، بترديد بعد الهتافات التى ستقتصر فقط على الدعاء لمصر، وهو ما أكد عليه مصطفى جعفر، أحد المعتصمين الدائمين فى محيط «الاتحادية» منذ أحداث يونيو، الذى قرر عدم إنهاء الاعتصام، إلا بعد انتخاب مجلس الشعب الجديد، وعمل الدستور.
اختلاف طرق الاحتفال بالعيد فى ميادين مصر، يراه الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، نتيجة طبيعية ل«تسييس» الميادين المتبع منذ فترة، فكل ميدان أصبح يدار على هوى المعتصمين فيه، دون وجود أهداف عامة تخدم مصر كلها، وتجسد هذا الأمر بشكل كبير مؤخراً، خاصة مع انقسام الميادين المصرية.
أضاف «صادق» أن معتصمى «رابعة» فى عيد، ومصر بأكملها فى عيد آخر، متسائلاً: كيف يحتفلون وسكان المنطقة أنفسهم متضررون من وجودهم؟