حالة من الحزن سيطرت على أهالى قرية البرادعة فى القليوبية، وأعلنوا الحداد إثر استشهاد ابن قريتهم المجند محمود محمد على شرف الدين، فى العمليات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها سيناء، حيث لقى مصرعه فى هجوم على معسكرى الساحة والأحراش وكمين الماسورة فى رفح. وأعربت أسرة الشهيد عن غضبها الشديد، وطالبت بالقصاص من قتلته، وقال والد الشهيد الحاج محمد على شرف الدين (مزارع) والدموع تملأ عينيه: «حسبى الله ونعم الوكيل، ذنبهم إيه اللى بيموتوا دول، حرام والله كل يوم ولادنا يموتوا فى سيناء، وابنى لم يمض على التحاقه بالقوات المسلحة سوى 7 أشهر فقط، ومتزوج منذ عام، ولديه طفلة عمرها 3 أشهر، وكان طيب القلب، ودائم البر بالعائلة والأسرة، وأحتسبه عند الله من الشهداء». وأضاف: «أطالب بالقصاص من الجناة الذين أجرموا فى حق ابنى وكل الشهداء الذين سقطوا غدراً». من جانبه قال عصام شقيق الشهيد: «تلقينا الخبر من أحد أصدقاء شقيقى، واستقبلنا جثمانه ليتم دفنه بالقرية بمقابر الأسرة، الله يرحمه، ونحن نعتبره شهيد الوطن، وكان فى آخر إجازة له يطلب من والدته الدعاء لمصر بالنجاة، وقضى الإجازة يداعب طفلته، وكأنه يودعها». وأضاف: «ما ذنب هذه الطفلة لكى تُحرم من والدها الذى راح فى ريعان شبابه؟ ولكن ما يخفف عنا جميعاً أنه استشهد من أجل الدفاع عن مصر ضد الإرهاب». وأوضح أنه عقب خطاب السيسى الذى دعا فيه المصريين للخروج لتفويض الجيش، اتصل بهم الشهيد من وحدته العسكرية، وطلب من كل أفراد الأسرة المشاركة فى مليونية التفويض. وانهارت زوجته، واكتفت بقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل، يكفينا عوضاً وفخراً أنه شهيد حى عند الله، وطفلتى ستكون بنت بطل من أبطال مصر الشرفاء الذين راحوا فداء للوطن خلال الحرب على الإرهاب، ونطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى بالقصاص من الجناة الذين أجرموا فى حق زوجى الشهيد». من جانبه قال بدر شرف الدين المحامى، وأمين حزب المصريين الأحرار وعم الشهيد: «محمد كان خير مثال للشاب المصرى، تربى على قيم والده المزارع، وكان يتمنى الشهادة من أجل مصر، وشرف عظيم للعائلة والقرية أن يكون أحد أبنائها شهيداً فداء لمصر». وأضاف: «مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء للقضاء على الإرهاب، وكل دعوات العنف والتهديد بسفك الدماء لن ترهب أبناء مصر العظماء، وسيستمرون رغم التضحيات، ولن يبخل أحد سواء فى الجيش أو الشرطة أو حتى المدنيين فى تقديم روحه فداء لمصر، والتكاتف مع الجيش لتطهير البلاد من كل خلايا الإرهاب». فيما أكد أهالى القرية على حسن أخلاق الشهيد، والتزامه، ودماثة خلقه، وكان يخدم الكبير والصغير، مطالبين بالقصاص للشهيد، وإطلاق اسمه على أحد شوارع القرية تكريماً له، واحتسبوه عند الله شهيداً. كانت جنازة الشهيد تحولت إلى مظاهرة تأييد للقوات المسلحة، ورفض ونبذ العنف والإرهاب، وأكد الأهالى أن كل الأديان ترفض الإرهاب، والكل مستعد للتضحية بكل غال ونفيس من أجل تطهير مصر من الإرهاب.