رغم أن الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين لم يعد تهمة يتبرأ منها أحد بعد ثورة 25 يناير التى أتت بقيادات الجماعة من غياهب وظلمات السجون إلى أضواء السلطة فإنه الوحيد الذى ما زال يصر على تبرئة نفسه من هذه التهمة ويقول للجميع: «أنا مش إخوان».. إنه ممدوح الولى.. الدمياطى الذى أتى من أقصى شمال مصر إلى قاهرة المعز ليعمل فى الأهرام محررا اقتصاديا فى الجريدة ويصعد سلم الترقى ليصبح نائبا لرئيس التحرير، ثم تأتى الثورة لتطيح بمكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المقرب من مبارك ونظامه، وينتخبه الصحفيون نقيبا لهم فى عام 2011. ولد ممدوح الولى فى دمياط فى 9 سبتمبر عام 1957، وتخرج فى قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1979، وعمل بجريدة (الأهرام) منذ عام 1982. تخصص الولى فى الشئون الاقتصادية وتولى موقع أمين صندوق نقابة الصحفيين فى دورتى 1999 و2003 ومقرر اللجنة الاقتصادية، وله 5 كتب اقتصادية وأكثر من 40 ورقة بحثية فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية. واجه ممدوح الولى حملات وهجمات حادة عقب توليه منصب نقيب الصحفيين واتهمه عدد من زملائه فى مجلس النقابة بتبنى أجندة حزب «الحرية والعدالة» وجماعة الإخوان وهو ما جعله يستجيب لضغوط الصحفيين وينسحب من الجمعية التأسيسية الأولى ثم جاءت أزمة اللجنة التى شكلها مجلس الشورى لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية ليتعرض لعاصفة جديدة من الهجوم والنقد واتهمه زملاؤه فى مجلس النقابة بأنه يعمل على تمكينهم من «أخونة» الصحافة، وزادت الأمور حدة بين النقيب وشركائه «المشاكسين» فى مجلس النقابة حين أصر المجلس على رفض معايير مجلس الشورى التى وضعها لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، وفى حين يرى زملاء الولى أنه من غير اللائق بالصحفيين حمل أوراقهم إلى لجنة اختيار تفصل فى أيهم يرأس تحرير الصحف المملوكة للدولة، يرى الولى أن المعركة مفتعلة، وأن المعايير محايدة، وتم التشاور بشأنها مع العاملين بهذه المؤسسات، ومن يعارضها إما ناصرى يزايد على موقف نقيب الصحفيين، أو من «فلول» النظام السابق، ووجد الولى نفسه فى موقف لا يحسد عليه، فرغم اقتناعه بأن الطريقة الجديدة تضمن إتاحة الفرصة أمام كل الصحفيين للنهوض بالصحف القومية، فإنه نزل على رأى النقابة التى يجد نفسه فيها فى جانب وغالبية مجلس النقابة فى جانب آخر، ما يضع شكوكا فى قدرة النقابة على التوافق والعمل على تحقيق مصالح الصحفيين فى الفترة المقبلة.