يقول مليجى: الدنيا صيام يا باشا، والحشيش فى الصيام حرام، زيه زى الفرجة ع الجزيرة. لم ألتق مليجى من فترة، كان يبدو سعيداً بإزاحة مرسى، لكنه حزين من كل هذا الدم الذى يملأ المشهد: «اللى بيركب معايا يا باشا معظمه شمتان، وبيقول أحسن.. يستاهلوا.. خلى البلد تنضف منهم، مع إنها فى الآخر روح والله.. لو حد فيهم عنده قطة أو كلب ومات هيزعل عليه أكتر من البنى آدمين اللى بتروح دى». مليجى من هؤلاء الذين يفرحون سريعاً ويكتئبون سريعاً ويؤمنون أن السعادة تأتى حين لا تحتاج إليها، وتعطيك ظهرها عندما تبحث عنها، ولا يزال أفضل من يحلل -لامؤاخذة- الأوضاع كما يقولها بطريقته. «عارف يا باشا.. إحنا فى انتظار الخناقة الكبيرة.. الخناقة اللى هتخلص الموضوع كله».. أنظر له مستفهماً، ويلفت نظرى طريقته المتحمسة، وفى ثانية يقف على جانب الطريق وسط المحور ويخرج ورقة وقلماً مصمماً أن يفهمنى -لامؤاخذة- الأوضاع! شوف يا باشا فى 25 يناير نزل الكل ضد حسنى مبارك ونظامه.. صح؟؟ بعد الثورة الناس كانت فرحانة، وفضل العدو الكبير اسمه مبارك ونظامه، بس الناس كانت بتحب الجيش والمجلس العسكرى بتاع طنطاوى وعنان. بعد شوية بقى فيه آسفين يا ريس وفلول، وبقى فيه ثورة، وكانت الثورة جامدة، وكانت مع المجلس العسكرى. بعد شوية الثورة اتقسمت ثوار وتيارات إسلامية ضد المجلس العسكرى اللى بدأ يفشل ويبقى فيه دم. بعد شوية صوت التيارات الإسلامية «عِلِى» على صوت الثورة بس الثورة فضلت تتعامل بضمير، وفضلت ضد العسكرى اللى انضم له آسفين يا ريس والفلول. بعد شوية الإخوان بقو بيسوقوا باسم الثورة شوية وبيتفاوضوا مع المجلس العسكرى شوية، وبقى معاهم البرلمان، وكانوا سمن على عسل. بعد شوية بقت الثورة لوحدها وضدها المجلس العسكرى والإخوان والفلول ونظام مبارك. قوم إيه بقى.. الإخوان نجحوا وركنوا المجلس العسكرى على جنب باسم الثورة فبقى الإخوان والثوار ضد المجلس العسكرى والفلول ونظام مبارك. الإخوان بقى يا باشا استغلوا الوضع ده فنجحوا فى الانتخابات الرئاسية بالطريقة دى، بس الطبع غلاب.. رجعوا ف كلامهم بعد ما شال مرسى طنطاوى وعنان بقى بطل عند الثوار، وف تانى يوم إداهم أوسمة وقلادات فبقى فاشل!! بعدها بدل ما الإخوان ياخدوا الناس فى صفهم عادوا الجميع، فأصبح الناشطون والثوار أعداء، والإعلام عدواً، والقضاء عدواً، والجيش عدواً، والشرطة عدواً، ده غير الفلول ونظام مبارك!!! بعد أول دم نزل فى ذكرى محمد محمود بدأت صورة فشل المجلس العسكرى تبقى شبه فشل مرسى، فأصبح الثوار مع الفلول ونظام مبارك ضد مرسى اللى كان بيحاول يكسب الجيش والشرطة بس ماعرفش لأنه غشيم ومشى ورا خيرت والمرشد. بعد الإعلان الدستورى والاتحادية بدأ الكل يبقى ضد الإخوان اللى لسة بيتكلموا باسم الثورة، وأصبح اللى مع الإخوان القوى الإسلامية فقط لا غير. بعد غباء مرسى فى التعامل مع الأوضاع بدأ كل اللى ضده ينذروه، يا تتعدل يا هنشيلك، والحقيقة أنه ما اتعدلش، والحقيقة كمان أنه كان لازم يتشال بأى طريقة، والكلام ده جه على هوا الكل وأولهم الجيش والشرطة. فى التحضير ل30 يونيو أصبح الثوار والفلول وبتوع مبارك فى صف واحد بدلاً من الخناق طالما العدو مشترك، ولأن العدو غبى وقع. بعد 30 يونيو بدأت أصوات كتيرة تعلو وتشكك فى 25 يناير اللى كانت ضد أتباع مبارك والفلول لصالح 30 يونيو اللى كانوا جزء منها ومع ذلك، ولأن الإخوان برضه أغبيا لسة فيه شهر عسل. بعد شوية يا باشا اللى هيحصل إن فيه كام خناقة لازم تتدخل. الثوار هيتخانقوا مع السيسى إذا ما لمش الموضوع بسرعة، فالتانيين وبتوع مبارك واللى كارهين أصلاً الثوار هيبقوا صف واحد مع الشارع اللى زهق ضد الثوار اللى مش ناويين يلايموها. الخلاصة يا باشا.. فيه خناقة كبيرة هتحصل كمان كام شهر، وهيضيع فيها وقت وجهد كتار جداً، وفى النهاية سلم لى على جوزك يا إسماعيل بيه.. فهمت يا باشا. قلت لمليجى: لأ. فرد: طب انزل يا باشا عشان البلدية بتلم.