«شوف يا باشا.. أنا شخصياً عاجبنى المسحوق الجديد بتاع البلاك.. قال لك بيحافظ ع البلاك اللى فى اللبس.. أهى الكراسى يا باشا بتحافظ ع البلاك اللى فى النفوس».. هذا هو «مليجى» يعود إليكم بعد غياب، وأعود من جديد إلى الركوب معه: «بالك انت يا باشا لما الإخوان دخلوا ع الثورة عملوا إيه؟ قالوا دعاء الركوب، وانا ما استبعدش إن مرسى أول ما دخل القصر قال: سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون».. ضحكت رغماً عنى، لكن «مليجى» أكمل بقباحته المعتادة: «أنا شخصياً قلت البُقين دول ليلة الدخلة.. ههههههههه.. خخخخخخخخخخخ». اهتزت السيارة فجأة حين تفادى «مليجى» بصعوبة رجلاً يعبر المحور وهو يتحدث فى «الموبايل». قال «مليجى» ما لذ وطاب، وذكر أمه والعديد من أعضائها بما يستحقه، ثم قال لى: «أهو الراجل ده عامل زى مرسى بالظبط.. بيعدى طريق سريع بالليل وهو بيتكلم فى الموبايل وعارف إنه مالوش دية لو حد خبطه.. بس العيب مش عليه.. العيب ع اللى طلقه علينا». لا يزال «مليجى» يقدم نفسه كمتحدث رسمى باسم الناس، ولا يزال يبهرنى بتحليلاته، لكنه الآن تحول من مرحلة «نديله فرصة»، التى كان يقولها فى بداية معرفتى به، إلى مرحلة «30 يونيو يا باشا هيجرى بلبوص ويستخبى فى المقطم». «مليجى»، الذى هو ضد الجميع ويشتم الجميع، كان مؤيداً ل«مرسى»، وأصبح من أشد معارضيه، والمتمنين ل«غورانه» فى أى وقت.. ما الذى فعله رئيس الجمهورية بكثيرين من مؤيديه؟ «خزوقنا يا باشا.. إحنا اللى قلنا هيعدل المايلة طلع بيغرقها زيادة.. أنا بحوش فى ريقى يا باشا ليوم 30.. غددى اللعابية هتعمل أحلى شغل». سيبدو الأمر مبتذلاً أحياناً، لكن هذا ما آلت إليه الأمور فى مصر، ابتذال فى ابتذال. «أنا بس مش صعبان عليا غير إن الخناقة بقت خناقة كراسى.. اللى عايزين يشيلوا مرسى عايزين يركبوا.. بس مش هيقولوا دعاء الركوب.. هو ده الفرق الوحيد.. إنما كلهم زى بعض يا باشا.. ديك النهار شفت رؤية إنهم جميعاً ربنا هيخلصنا منهم زى ما عمل فى قوم لوط بالظبط.. والبلد هتبقى من غير معارضة ولا إخوان». سألته عن اجتماع عمرو موسى مع خيرت الشاطر فقال: «دى قعدة عرب يا باشا.. مافيهاش حاجة.. الإخوان بس هما اللى (زروا) الراجل مش أيمن نور.. أنا شخصياً مش عارف انتو عرضتوها ليه.. ما طبيعى إنه يقعد معاه.. وهى السياسة إيه غير ناس بتقعد مع بعض، ناس بتقعد على بعض، وناس بتقعد تحت بعض.. أهو كله قعاد». قلت له: أنت تحب عمرو موسى يا «مليجى»؟ فرد: «معلوم.. راجل بتاع سياسة.. يقعد مع الجن الأزرق.. هو عمل إيه يعنى لما قعد مع خيرت؟ تأثيره إيه على أى حاجة سواء قعد ولا ما قعدش؟ بس أهو عرفنا التيتة، وقال لنا إنهم هيطلقوا كلابهم علينا.. يعنى هيخلينا نعمل حسابنا.. كتر خيره»، لكنه رغم كل ذلك عاتب على عمرو بيه: «نفسى أشوفه بيشرب كليوباترا يا باشا بدل صباع الكفتة اللى ماسكه ده.. ومع ذلك مش مشكلة.. أنا مشكلتى إنه كان معرضها ومرة طلع مع المذيع المؤدب ده اللى اسمه شريف عامر أبو نضارة ده، وقال هو مين خيرت؟ يطلع إيه خيرت؟ أقعد معاه بوصفه إيه خيرت؟ طب أهو قعد مع خيرت.. منظره إيه دلوقتى قدام خيرت نفسه؟! كنت قد وصلت لمشوارى فأدلى «مليجى» بجملته الختامية: «قبل الثورة يا باشا كانت الناس بتقول أى حد هيبقى أحسن من مبارك.. وبعدين قالوا أى حد هيبقى أحسن من المجلس العسكرى، ودلوقتى بيقولوا أى حد هيبقى أحسن من مرسى.. بلد مفيش أى حد فيها بيطلع زى أى حد محترم عايز إيه اللى يحصلها أكتر من كده يا باشا»؟!