كيف هزم الشعب المصرى الإخوان فى الداخل ولم يستطع هزيمتهم فى الخارج؟! لا بد أن نتوقف ونندهش ونعيد حساباتنا، كيف استطاعت إمارة رابعة، هذه البؤرة السرطانية الإرهابية، أن تنقل صورة إعلامية للخارج وتترجم نفسها وتصدر وتسوق سلوكها على أنه سلوك سلمى ودفاع شرعى فى نفس الوقت الذى لم نستطع فيه أن ننقل الصورة الصحيحة الشعبية الكاسحة لأهمية ما حدث من رد فعل شعبى على خيانة الإخوان للأمانة الوطنية؟! المشكلة ببساطة أننا نكلم أنفسنا ونتحدث إلى ذواتنا ونثرثر فى صوبتنا الفضائية الضيقة، حقاً نجح الإعلام وكان له دور بارز ومهم فى توعية الشعب بحقيقة الإخوان، وكان رأس الحربة فى هذه المعركة المصيرية لإنقاذ الوطن من أنيابهم ومخالبهم، ولكن كما أن للإعلام دوراً داخلياً مهماً وحيوياً فإن له دوراً خارجياً لا يقل أهمية وحيوية، فما نراه من رد فعل أمريكى وأوروبى بل وبين مصريين يعيشون فى الخارج من ضبابية رؤية وتبنٍّ لوجهة نظر الإخوان مما يمثل ضغطاً رهيباً على أصحاب القرار المصرى هو نتاج لهذا الخرس والفشل الإعلامى فى مخاطبة الخارج، ولا بد أن نصارح أنفسنا ونواجهها بشجاعة، القناة العربية الوحيدة التى يشاهدها الغرب ويستمد منها معلوماته عن مصر والعالم العربى هى قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، حتى أفريقيا. وقد حكى لى صديقى محمد فتحى إدريس، سفيرنا فى إثيوبيا، وصديقى خالد عمران، سفيرنا فى الكونغو، أن جميع فنادق الدول الأفريقية لديها قناة الجزيرة فقط كمصدر معلومات عن مصر والعرب، وللأسف حتى المراسلين الأجانب داخل مصر يستقون معلوماتهم من قناة الجزيرة! وبداية لا نريد الحديث عن هيئة الاستعلامات كحائط صد أمام هذا الإعلام القطرى الكاذب المغرض والذى ينشر أكاذيبه بحرفية لن يستطيع مواجهتها هذا الكيان الهش الضعيف الذى يعمل بروح الوظيفة والروتين والأرشيف وختم النسر، لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يستطيع مواجهة «الجزيرة إنجلش» إلا كيان إعلامى مصرى كبير موجه باللغة الإنجليزية للخارج حتى يستطيع نقل وشرح وجهة نظرنا، فلن يبحث أحد لك عن حقك الإعلامى ويتبرع بتحسين وتجميل صورتك وهو يجد بضغطة زر ريموت كنترول فيضاناً معلوماتياً على شاشة قناة الجزيرة والتى لن يضع المشاهد مذيعيها على جهاز كشف الكذب لامتحان واختبار ضمائرهم! كان لدينا كيان جنينى طموح اسمه قناة النيل بالإنجليزية وكان لديها كوادر مبشرة ولكن تم تخريبها وتدميرها لتصبح للأسف أطلالاً ولا تستطيع مواجهة حتى كشك أخبار فما بالك بمواجهة الجزيرة! لا بد من حل وبحث جاد وجهد مضنٍ إما لإنشاء قناة إخبارية جديدة باللغة الإنجليزية تكون قوية ومهنية وحرفية وعلى أعلى مستوى من الإمكانيات التقنية ولديها كتيبة مراسلين محترفين وخبراء مع إتقان كامل لعدة لغات وإلمام تام بكافة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى المنطقة، كل هذا فى إطار جذاب مسل غير متجهم وإبهار فى الصورة غير متبهرج، فليبدأ منذ هذه اللحظة رجال الأعمال الذين لديهم قنوات فضائية خاصة فى العمل على تأسيس قناة ذات إمكانيات ضخمة تولد عملاقة منذ البداية والتفاوض مع وزارة الإعلام على دعم قناة النيل الإنجليزية ومدها بالإمكانيات لجعلها منافساً قوياً لقناة الجزيرة التى وللأسف أهم كوادرها التى تنقل الأحداث إلى الخارج مصريون ولكن زمار الحى لا يطرب!