أعرب التيار الشعبي المصري عن أسفه لسقوط ضحايا في الأحداث الأخيرة التي وقعت في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، وأمام المنصة، ودعا لقيام وفد من شخصيات عامة وحقوقية نزيهة ومحايدة لزيارة مقار الاعتصام للتأكد من سلمية الاعتصام والمتواجدين به جميعا، وتحديد الطريقة التي يتم التعامل بها مع الاعتصام. وقال التيار، في بيان له، "إن ما جرى فجر السبت في محيط رابعة العدوية من أحداث مؤلمة، سبقه أيضا أحداث مؤلمة في الإسكندرية، وإننا لا نفرق فى النظر للدم المصرى، لكننا أيضا لا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا بالمتاجرة به، خاصة أن مثل تلك الأحداث في نهاية يوم عظيم للشعب المصري مثل يوم الجمعة يبدو استخدامها السياسي والإعلامي متعمدا ومقصودا". واعتبر التيار الشعبي ما وصفه ب"المشهد العظيم الذى سجله الشعب المصري باحتشاده السلمى الرائع في كل أنحاء مصر يوم الجمعة الماضي، كان رسالة تأكيد على تمسك الشعب المصري باستكمال ثورته وتثبيت مكتسبات موجته العظيمة في 30 يونيو وإصراره على ممارسة الدولة ومؤسساتها لدورها في حقن دماء المصريين وحماية أرواحهم". وأكد التيار على أن "الدولة والسلطة مسؤولة عن أرواح ودماء المصريين، وأن نزول المصريين يوم الجمعة كان رسالة تؤكد هذا المعنى، وهى رسالة حقن دم الجميع لا استباحة أي دم، ومن هنا فإن مسؤولية الدولة ومؤسساتها الأمنية المواجهة بحسم وقوة، لكن وفقا للقانون، وإن تكون المواجهة من جانب رجال الأجهزة الأمنية على تنوعها مواجهة احترافية لا عشوائية، وأن تستخدم الأساليب الأكثر ضبطا للنفس وحماية للأرواح وأقل عنفا، لا التى تتسبب في مقتل كل هذا العدد من المواطنين". وقال التيار إن أي تسويات أو مبادرات سياسية تطرح في هذه اللحظة هي بالتأكيد محل تقدير وترحيب من جانب التيار الشعبي طالما كانت تهدف لحقن دماء المصريين واحترام إرادتهم، وهو ما يستدعى التأكيد على أن أي مبادرة تطرح لا بد أن يكون موقفها معلنا وواضحا من مطالبة كل من يرفع سلاحا في وجه المصريين بإلقاء سلاحه فورا ووقف العنف بلا شروط، وأن أي مبادرة تطرح لتقديم مخارج سياسية لا بد أن تكون مبنية على أرضية الاعتراف بإرادة الشعب المصري الجلية الواضحة بدءا من 30 يونيو وحتى الآن، وأن تحترم هذه الإرادة وتسعى لترجمتها". وأضاف التيار أنه "إذ يجدد دعمه لخارطة الطريق الانتقالية الحالية، فإنه يدعو لسرعة تفعيل خطواتها، مع بدء حوار جاد وتفاعل حقيقي مع أى مبادرات تطرح في إطار ما سبق الإشارة إليه، ويؤكد التيار أن تثبيت مكتسبات موجة 30 يونيو واستمرار التوحد الشعبى حول استكمال إنجاز تصحيح مسار الثورة يحتاج إلى خطوات وإجراءات واضحة ومحددة من جانب الحكومة الحالية، وعلى رأسها حزمة اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية عاجلة تنتصر لأهداف الثورة وتنحاز لجموع الشعب المصرى، إضافة إلى خطوات جادة على طريق العدالة الانتقالية كمدخل للمصالحة الوطنية والمجتمعية الشاملة".