«يستفزنى جدا لما أركب المترو من باب الصعود وألاقى واحدة بتزقنى عشان تنزل وتقولى ما تحاسبى يا أختى، وكأن ده حق مكتسب»، هذا هو السبب الذى دعا مجموعة من الفتيات إلى تبنى مبادرة «ما تركب صح» التى تدعو إلى الالتزام بأخلاق المواصلات. أخلاق المواصلات ليست فقط فى ترتيب الصعود والهبوط من مترو الأنفاق، إنما أيضا تشمل كيفية الرجوع بالمترو إلى وسيلة للمواصلات وليس سوق العبور بعد سيطرة الباعة الجائلين عليه ببضائعهم التى تبدأ من المقوار السحرى ولعب حمادة ورشا وحتى الفطير السخن. ليس المترو فقط بل تشمل المبادرة أيضا الأتوبيس، ورحلة الجرى وراءه، ثم الزحام الشديد بعد ركوبه، الأمر الذى يعنى احتمالية تعرض أى بنت فيه للتحرش الجنسى. المبادرة -التى بدأتها 6 فتيات- تشمل أيضا التاكسى والميكروباص اللذين تتعرض فيهما الفتاة إلى معاكسات لفظية وحسية. البحث عن حلول لمشكلة المواصلات فى مصر هو هدف هذه المبادرة التى تدعو إلى احترام القانون. «مش بس على النت إحنا هننزل الشارع» هكذا أكدت سارة عبدالحى، منسقة الحملة، لأنها ترى أن مجموعة كبيرة من المستهدفين من الحملة «ناس بسطاء مالهمش أكونت على الفيس بوك» إلا أنها ترى «أن المستهدفين الحقيقيين هم الراكبين اللى قررنا إنهم لازم يكون لديهم وعى بحقوقهم وواجباتهم.. أما بتوع الفطير والسواقين والمتحرشين مش هيدخلوا ع الفيس بوك دول بقى اللى هننزلهم الشارع». الإقبال على المبادرة جعل سارة وزميلاتها يسعين إلى تكبيرها لتشمل محافظات أخرى غير القاهرة، خصوصا المدن الساحلية فى فصل الصيف: «إحنا سعداء جدا بالأفكار اللى بتجيلنا بأساليب توعية جديدة ومختلفة».