مع إصرار تنظيم الإخوان على التواجد بالشوارع والميادين، ومحاولاتهم المستميتة فرض رئيسهم المعزول محمد مرسي ونظامه الذي أعلن ملايين المصريين رفضهم له على الشعب بالقوة والاعتصام، وامتناع قوات الجيش والشرطة حتى الآن عن فض هذه الاعتصامات بالقوة، بدأت مجموعات من شباب المناطق الشعبية بالإسكندرية في الخروج لمواجهة الإخوان بالقوة وعينوا أنفسهم "لجان تفتيش ومراقبة"، لمنع الإخوان من التواجد بالميادين، والقبض العشوائي عليهم. بدأت هذه اللجان التفتيشية عملها منذ أمس، حيث رصدت" الوطن" وقوفها عند مدخل كوبري الإبراهيمية بشارع أبو قير، بأعداد كبيرة، تحمل الشوم والأسلحة البيضاء، وبدأت في تفتيش السيارات والمارة للبحث عن أي عناصر تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو أي شخص يحمل صورة لمرسي أو كارنيه لحزب الحرية والعدالة. وفي صباح اليوم، انتشرت هذه اللجان بمحيط مسجد القائد إبراهيم حيث كان يعتصم أعضاء الجماعة بالإسكندرية، وبمختلف شوارع محطة الرمل، للقيام بنفس المهمة للتأكد من عدم وجود أفراد تابعين لجماعة الإخوان المسلمين أو الرئيس المعزول محمد مرسي بين المارة والسيارات، وهو ما أثار غضب بعض المواطنين الذين احتجوا على تفتيشهم من قبل مدنيين مثلهم وكادت تقع مشاجرات لولا تدخل بعض المواطنين لتهدئة الموقف. وقالت ماهينور المصري، عضو حركة "الاشتراكيين الثورين"، إن غضب المواطنين من الإخوان بلغ ذروته ووصل إلى حد جعل الكثيرين من الناس لا يتعاملون معهم بإنسانية، للدرجة التي جعلتها تنسحب من اشتباكات سيدي جابر الدامية، حين شاهدت سيارة نصف نقل يستقلها سيدة عجوز وزوجها وطبيب من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، يحملون داخل السيارة مجموعات كبيرة من البوسترات وصور محمد مرسي. وأضافت، بمجرد مرورهم من أمام المتظاهرين بسيدي جابر، أوقفت مجموعات من المتظاهرين السيارة وأنزلت من فيها واعتدت عليهم بالضرب المبرح، ولم يتمكن أحد من النشطاء من تخليصهم من أيديهم، وهو ما جعلني أشعر بالعجز وأغادر الميدان فورًا، رفضًا لاستمرار هذا الوضع "الفوضوي" الذي يمهد لظهور الميليشيات المسلحة وتحويل البلاد إلى ساحات للاقتتال بين المواطنين وبعضهم. وقال حازم عرفة، مسؤول الإعلام بحزب الدستور، إن عنف جماعة الإخوان المسلمين ورفضهم الانصياع لرغبة الشعب، دفع عدد كبير من المواطنين للشعور بالغضب الشديد تجاههم، وجرد عدد من البسطاء من أي مظاهر شفقة ورحمة تأخذهم بالمنتمين لهذه الجماعة التي على استعداد للاستقواء بالخارج وتدمير الجيش المصري بل وإسالة دماء المصريين بحوراً مقابل العودة إلى سدة الحكم. واعتبر أن العنف يولد عنفا، مشيرًا إلى أن ظهور مثل هذه اللجان هو رد فعل لعنف الجماعة، لافتًا إلى أنه سبق وخرجت مجموعات مجهولة من المواطنين وتصدت لحلفاء الجماعة من التكفيريين والجهاديين، الذين توعدوا الشعب السكندري بالويل في ما سمي بجمعة نصر الأئمة التي وقعت خلال العام الماضي بمحيط مسجد القائد إبراهيم. وأشار عدد من المنتمين لهذه اللجان، أنهم يتولون هذه المهمة لمنع تواجد الاخوان المسلمين أمام القائد إبراهيم، وبالميادين خاصة بعد أن أعلن الشعب السكندري عن رفضه لتظاهراتهم وتواجدهم في الشارع.