يتوسط المشهد أعداد من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بعضهم يتولى حفظ الأمن، وعلى جانب الطريق يجلس أعداد أخرى منهم، تستظل في الجوار، استعدادًا ل"جمعة الفرقان"، ومنذ عبور البوابات الأولى لاعتصام "رابعة العدوية" من اتجاه رمسيس، بضع خطوات ويستقبلك باعة الشارات الخضراء، حاملة شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وآخرون يحملون أعلام مصر، تأتي بعدها المنصة الأولى للاعتصام، تعلوها التكبيرات، وشعار "ارحل ياسيسي.. مرسي رئيسي". ومع الساعات الأولى من بدء فعاليات مؤيدي مرسي لاحتجاجتهم، اليوم في "رابعة العدوية"، اعتلت منصة رابعة الرئيسية، التي توسطها "محمد البلتاجي"، بإعلان فعالياتها ب"اليوم يوم الفرقان، يوم إسقاط الانقلاب"، ووقف المئات من المؤيدين بترديد الهتافات أمام المنصة، ورفع علم مصر، وصور الرئيس المعزول "مرسي"، فيما قام أحدهم بتوزيع "قناع لصورة مرسي" على المؤيدين. وما بين خيام نُصبت على جانبي طرق الاعتصام، وامتلائها على عنقها بأنصار مرسي، الذين لجأوا إليها مستظلين من أشعة الشمس، من رجال، وشباب، ونساء، وما بين المسيرات التي قام بها بعضهم داخل حدود اعتصامهم، لإنعاش روح الاعتصام، بهتافاتهم "يسقط يسقط حكم العسكر"، كان المشهد. "أنا أول مرة أنزل، ولم أؤيد مرسي، لكن بعد بيان السيسي، حسيت إننا بنتخدع، وتأكدت من دعوة السيسي، أن مرسي كان على حق من البداية، ولم يُخطئ"، بهذه الكلمات أوضحت "مي جمعة"، من سكان العبور، أسباب مشاركتها ب"جمعة الفرقان" في رابعة العدوية. "نحن نريد فقط تأييد الشعب لنا، نحن لسنا إرهابا، ولا نريد مرسي، نحن نريد الشرعية، ولا نريد حربا أهلية"، هكذا قال "سيد عبدالله"، أحد المعتصمين منذ ال28 من يونيو الماضي، وعم المشهد مجموعة من الأنصار، الذين قاموا برش المياه على المؤيدين ترطيبًا لأشعة الشمس الحارقة. وعلى الجانب الآخر، اصطف طابور كبير من المؤيدين، استعدادًا لحجز وجبات الإفطار، من أمام مطبخ الاعتصام، كما اعتلت طائرتا أباتشي فوق رؤوس المعتصمين، مُرددين "الله أكبر.. الله أكبر"، وبدأ توافد أعداد من "أنصار الشرعية" - كما يسمون أنفسهم- من قنا، ومن شبرا، فيما تم عقد قران أحد المعتصمين فوق المنصة الرئيسية لرابعة العدوية.