مينا أقوى من الإرهاب.. شهد تفجيرا وطعنة في 10 سنوات أمام الباب الجميل

منذ 10 سنوات يجلس أمام "الباب الجميل" (اسم يطلق على أحد أبواب الكنيسة) داخل كنيسة القديسين مار مرقص الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بمنطقة سيدي بشر في مدينة الإسكندرية، يستقبل زوارها ب"ابتسامته المعهودة" و"المحبة" التي تربى عليها في تعاليم الدين المسيحي.
جميع ضيوف الكنيسة يعرفون عم مينا جيدًا، الرجل الذي تحدى قبل 6 سنوات من الآن قنابل التفجيرات التي استهدفت الكنيسة في 1 يناير 2011، عشية احتفالات رأس السنة الميلادية، وراح ضحيتها 21 شهيدا.
وبعد 6 سنوات من تلك الواقعة، كان عم مينا على موعد جديد مع حادث "غريب"، بعدما مر شاب من باب الكنيسة قاصدًا التوجه إلى داخلها، وحينما طلب منه إظهار إثبات الشخصية فوجئ حارس الكنيسة بسلاح أبيض يقطع في رقبته.
ويروي عم مينا ل"الوطن" تفاصيل ما حدث معه اليوم، قائلًا: "دخل شاب من الباب الجميل، أحد أبواب الكنيسة، يحمل حقيبة صغيرة ويضع سماعات في أذنيه، ناديت عليه كي يُظهر إثبات الشخصية، عاد إلى مكتبي ووقف أمامي، وأخذ يفتش في حقيبته، ثم أخرج منها سلاح أبيض (قطر)، وضربني به في رقبتي".
لم يهب عم مينا الموقف، وتمسك بمرتكب الحادث جيدًا حتى يمنعه من الهرب، وفي لحظات كان زميل "عم مينا" متواجدًا إلى جواره لمساعدته في إمساك "الجاني".
يتمنى عم مينا، حارس الكنيسة، لو كان معه "الجهاز اللي بيطلع كهربا ده" حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه وعن الكنيسة من اعتداء هذا الشاب، بدلًا من جلوسه على كرسي خاوي اليدين.
"يوجد معنا قوة من الداخلية تؤمن الكنيسة من الخارج، ولكننا نُريد أن يكون معنا أدوات للدفاع عن أنفسنا في مثل هذه الحالات، حتى ولو جهاز الكهرباء المنتشر للدفاع عن النفس".. هكذا كرر عم مينا طلبه بضرورة توفير أي أداة للدفاع عن النفس رفقة حراس الكنيسة.
واصل عم مينا حديثه "نحن نجلس مستلقين لا نعلم من أين تأتي إلينا الضربة المقبلة".
حادث اليوم أعاد لذاكرة عم مينا حادث تفجيرات الكنيسة، الذي كان شاهد عيان على ما حدث في عام 2011، وسقوط 21 شهيدا وحوالي 97 مصابًا، لافتا "أول عملية إرهابية تحصل في مصر بالشكل ده".
ورفض عم مينا الخوض في تفاصيل حادث 2011، لأنها تُذكره ب"أوقات صعبة"، لكنه أكد أن تلك الحوادث تُزيده إيمانًا "أيام صعبة وذكريات أليمة لكن ندعو الله أن يحفظ مصر من الإرهاب".