- البيت الأبيض التاسعة صباح 30 يونيو، الرابعة عصراً بتوقيت القاهرة: يتحرك «أوباما» قلقاً داخل مكتبه، فيما يحاول وزير خارجيته جون كيرى تهدئته، أما رئيس المخابرات المركزية جون برينان، فكان يحدق إلى شاشة التليفزيون غالباً ماركة «تليمصر» مذهولاً من الحشود الضخمة التى ينقل التليفزيون حضورها فى كافة ميادين مصر، خاصة التحرير. يوجه أوباما حديثه إلى برينان: الله يخرب بيتك يا شيخ ويضيعك زى ما ضيعتنى، إنت مش قلتلى إن المعارضة فى مصر ما يكملوش 10 أنفار، وإن الشعب المصرى نصه مسطول ونصه التانى مع الإخوان.. أمال مين اللى فى الميادين دول؟ لم يجد برينان رداً سوى القول: «وأنا مالى يا برنس.. باترسون هى اللى ورطتنى»، استشاط أوباما غضباً وقال: «اشكرلك ولا أمضيلك على أخا.. إنت مالك ومال تقارير باترسون، مش عندك رجالة مشغلهم فى مصر، وشوية الشباب اللى صرفنا عليهم دم قلبنا». عاد الجميع إلى الصمت والتحديق إلى محيط البشر الهادر فى مصر، لم تقطعه سوى «ميشيل» زوجة أوباما، حيث دخلت مهرولة، تقول: «يا بوب ناوى تتغدى إيه النهاردة»، فشخط فيها: «مش هاطفح دلوقتى.. غورى من وشى إنتى مش شايفة مصر خربانة إزاى»، خرجت الصبية مكسوفة، وطلب أوباما من كيرى الاتصال بوزير دفاعه «تشاك هاجل»، فرد عليه بأن «تليفون هاجل مقفول من الصبح.. وبعدين إنت عايزه فى إيه يا زعيم.. ما هو قالنا قبل كده إنه متأكد من حياد الجيش المصرى»، شكر أوباما «شكرة عنيفة» زلزلت البيت الأبيض، وقال: «ما إنت وباترسون وبرينان طمنتونى قبل كده». دخل أحد أفراد سكرتارية الرئيس وأعطاه الموبايل قائلا إن محمد مرسى منهار ويريد مكالمته، التقط أوباما التليفون، وقال: «أيوه مرسى.. يا أسطى إهدى شوية مش معقول كل ما تكلمنى تعيط أنا مش فاهم منك حاجة.. إنت نازل عياط ونتنياهو كل شوية يكلمنى ويعيط.. إرجلوا وإخشنوا شوية.. طيب سيبنى دلوقتى أنا قاعد مع الرجالة وهنظبطك ما تقلقش.. مش هنتزنق.. مش أمريكا اللى ينضغط عليها بتلاتين مليون مصرى نزلوا الشارع، وما تتصلش تانى.. والله لو اتصلت لأبيع أم الموبايل ده». - البيت الأبيض الواحدة ظهر 3 يوليو، الثامنة بتوقيت القاهرة: أوباما يجلس منهاراً بعد خطاب الفريق أول عبدالفتاح السيسى، كيرى شق ملابسه، برينان يجفف عرقه، لكن الرئيس الأمريكى الشامخ أفاق سريعاً من صدمة عمره، وتحدث إلى كيرى: «التليفون اللى معاك ده كارت ولا بيزنس.. معلهش أنا خلصت شحن وعايز أعمل كام تليفون». يتدخل برينان: «أنا معايا خط مفتوح يا ريس.. ما تتعبش نفسك أنت وقوللى عايز تكلم مين وأنا هاتولى المسألة»، رد أوباما: «طيب اتصل بأيمن الظواهرى بسرعة وقوله يبعت رجالة على سينا، واتصل بالوسطاء بتوعنا فى مصر عشان يبعتوا سلاح بسرعة لإخواننا المجاهدين فى سينا برضه، أنا عايزها تولع.. واتصل بنتنياهو قول له يطمن لأننا مش هنسمح بسقوط إخواننا فى مكتب الإرشاد.. وإنت يا كيرى كلم الرجالة بتوع المنظمات يفرطوا إيديهم شوية فى الفلوس لشباب 25، عايزهم ما يبطلوش كلام عن حكم العسكر». سأله كيرى: «مش ناوى تطلع بيان يا ريس»، فنظر إليه أوباما طويلاً قبل أن يجيب: «بيان إيه وخرا إيه.. هو إحنا فاهمين حاجة عشان نتكلم فى بيانات دلوقتى».