صوت خافت همس له: «أحمد وصفى» فتذكر الرئيس المعزول أن يشكر -خلال لقائه الصحفى الذى عقده ليتباهى بعودة الجنود المخطوفين فى سيناء- قائد الجيش الميدانى الثانى اللواء أركان حرب أحمد وصفى، قيل حينها إن ذلك الصوت كان للفريق عبدالفتاح السيسى؛ فوزير الدفاع يعلم جيدا أن «وصفى» هو الأجدر بالشكر وأنه كلمة السر للحفاظ على أمن سيناء، قال عنه «مرسى» حينها: «بشكر اللواء أحمد وصفى، صاحب القيادة الحكيمة مع رجال القوات المسلحة والشرطة فى هذه العملية الكبيرة فى موقعة الجنود المخطوفين»، ولم تكن تلك هى المرة الأولى خلال فترة حكم «المعزول» التى يكون فيها ل«وصفى» دور فى حفظ الأمن؛ فقد حمله «البورسعيدية» على أعناقهم حين تم تكليف الجيش الثانى الميدانى بتأمين المحافظة بعد انسحاب قوات الشرطة عقب إعلان حكم المحكمة فى قضية «مذبحة استاد بورسعيد»، ورغم فرض «مرسى» حظر التجوال حينها، فإن «وصفى» لم يحرك جنديا واحدا فى وجه «البورسعيدية» الذين خرجوا ليتحدوا قرار «مرسى» ويلعبوا الكرة فى الشوارع حتى الصباح. وبعد ثورة 30 يونيو لم يجد مؤيدو «مرسى» أمامهم سوى ترويج شائعات عن انشقاقات داخل الجيش المصرى فى محاولة بائسة لشق صف القوات المسلحة، وكان لقائد الجيش الثانى الميدانى نصيب «الأسد» من تلك الشائعات، فقيل إنه انشق عن صفوف القوات المسلحة، وأعلن انضمامه لمليونية تأييد «مرسى»، لكن الرجل ظهر فى زيه العسكرى وبصوت أجش ليدحض كل الادعاءات قائلا: «البلد سُلِّم لشعبه، ومن قال ذلك هو أقل من أن أرد عليه؛ فمن المستحيل أن أنشق عن الجيش المصرى». وعقب إعلان الفريق عبدالفتاح السيسى خارطة طريق تتضمن عزل «مرسى» وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد، كان لسيناء النصيب الأكبر من الهجمات الإرهابية من مؤيدى «مرسى»، وما كان من «وصفى» إلا أن قالها بصراحة: «على جثثنا أن يمس أحد سيناء»، ويبدو أن وعيده للإرهابيين جعلهم يسعون إلى التخلص منه بمحاولة فاشلة لاغتياله؛ حيث قام مجهولون بإطلاق نار مكثف على سيارته أثناء قيامه بتفقد قوات التأمين فى الشيخ زويد بشمال سيناء، وبالطبع لم تفلح تلك المحاولة فى إثناء الرجل العسكرى عن مهامه الوطنية، بل إن قائد الجيش الثانى الميدانى قال إن محاولة اغتياله زادته إصراراً على تطهير سيناء من تلك العناصر الإجرامية، ليظل «وصفى» وبحق «درع سيناء».