يدخلون بتؤدة إلى مبنى المستشفى الضخم، لا يفكرون فى الصوانى المحمّرة، والأكلات الشهية التى تركوها خلفهم على مائدة العائلة فى البيت، لا تهمهم كثيراً أمام العمل الممتع الذى يقومون به، اختارت مجموعة «عيش للناس» بالمنصورة أن تقدم أعمالها الخيرية إلى قطاع مستشفيات الأطفال دون غيرها فى محاولة لسد فجوة يرونها واسعة. «فكرنا نشترك كلنا فى عمل بسيط نتجمع فيه على الخير وعلى حب البلد وحب ناسها الطيبة، عايزين نستقبل رمضان بفرحة وأمل ووحدة وثقة فى ربنا سبحانه وتعالى»، جملة أعلنها كل المشتركين فى المجموعة الخيرية التى اختارت الذهاب إلى مستشفى الأطفال الجامعى المجاور لكلية الطب. مجموعة الشباب التى بدأت أعمالها قبل أربعة أشهر بالتركيز على مستشفيات الأطفال، ومنها مركز الأورام فى المنصورة، الذى خصصوا له زيارة شهرية، وكذلك مستشفى الأطفال الجامعى، محاولين توفير الأدوية الباهظة التى يحتاجها المرضى خارج التأمين، والتبرُّع لشراء أجهزة طبية يقف الروتين الحكومى حائلاً أمام شرائها فى وقت قريب معرضاً حياة الكثير من الأطفال للخطر، يعلمون أنه ليس دورهم، لكنهم يعلمون أيضاً طبيعة النظام الذى يحيون فيه، فيردّدون فى أنفسهم: «على ما تفرج». «ساعات عمل الخير بيكون هو الوسيلة الوحيدة لتقريب وجهات النظر، اللى بيخلينا نحس أن الحياة ممكنة حتى لو مختلفين فى وجهة نظرنا السياسية، مش هنقتل بعض لأننا فى النهاية هدفنا واحد هو خير البلد دى حتى لو اختلفت طريقة تعبيرنا أو تنفيذنا للهدف»، يتحدث وليد عادل أحد شباب المجموعة الذى يوقن أنه كغيره من الكثيرين وجد ضالته فى فعل الخير.