وكأنه انتظر أذان المغرب كى يُفطر من صيامه ويودع أهله وعالمه ومحبيه، ليذهب بابتسامته الدائمة للقاء ربه الكريم، «الغزال الأسمر» إبراهيم يوسف عوض الله محمد، طيب الذكر والمعشر، ولد عام 1959، يعد أحد أفضل لاعبى الزمالك والمنتخب المصرى والقارة الأفريقية على الإطلاق، وأفضل من لعب فى مركز قلب الدفاع فى تاريخ الكرة المصرية. خاض مسيرة طويلة مع كرة القدم، كان خلالها نجماً لامعاً، لاعبا ومدربا وإداريا ناجحا، قبل أن يودع دنيانا فى الساعات الأولى من صباح الخميس 2 رمضان 1434، الموافق 11 يوليو 2013، عن عمر يناهز 54 عاماً إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية. الضابط برتبة عميد، إبراهيم يوسف، رحمه الله، بدأ مشواره الكروى مع نادى الزمالك كلاعب فى فريق الشباب ثم لعب للفريق الأول، حيث حصل معه على الدورى المصرى أعوام 1983، 1984 و1988، وكأس مصر عامى 1979 و1988، ودورى أبطال أفريقيا عامى 1984 و1986، والكأس الأفرو آسيويه للأندية عام 1988، كما لعب مع المنتخب المصرى فى دورة حوض النيل عام 1983، وحصل على ميدالية برونزية، وفى بطولة كأس أمم أفريقيا عام 1984، التى ودعها المنتخب المصرى من المباراة قبل النهائية بركلات الترجيح على يد المنتخب النيجيرى، وفى دورة الألعاب الأفريقية عام 1987 حيث فاز مع المنتخب بالميدالية الذهبية. وفاز «الغزال الأسمر» خلال مشواره الكروى كلاعب، بالعديد من الجوائز الفردية أهمها، اختياره ضمن منتخب القارة الأفريقية للقرن العشرين، وتم تكريمه على هامش بطولة يورو 2000 التى أقيمت فى بلجيكا وهولندا، كما فاز بجائزة أفضل لاعب فى مصر ثلاث مرات، وأفضل مدافع فى كأس أمم أفريقيا 1984، وثانى أفضل لاعب فى أفريقيا فى نفس العام، وفقاً لتصنيف مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية وثالث أفضل لاعب فى أفريقيا بحسب تصنيف المجلة نفسها فى العام التالى. ورفض «يوسف» عرضاً رسمياً عام 1984 من نادى باريس سان جيرمان الفرنسى للاحتراف فى صفوفه، حباً فى البقاء داخل أسوار الزمالك. وعقب اعتزاله اللعب، عمل مدرباً فى قطاع الناشئين بالنادى ثم درب فريق نادى الزمالك تحت سن 17 سنة، وتدرج بعد ذلك فى المناصب الإدارية بالنادى، بداية من منصب مدير الكرة بالفريق الأول، ثم مديراً لقطاع الناشئين، حتى وصل لعضوية مجلس الإدارة فى انتخابات عام 2009، وهى الدورة الجارية إلى الآن، وكان قد عُين عضواً لمجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم مرتين. وخلال السنوات الأخيرة طل وجه الغزال على عشاق الرياضة المصرية من خلال عمله كمحلل لمباريات كرة القدم، مستعيناً بخبرته الواسعة ونظرته الثاقبة.