فى مشهد اقتصر الحضور فيه على أعضاء الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا برئاسة المستشار فاروق سلطان وكاميرات التليفزيون المصرى، أدى أمس الدكتور محمد مرسى اليمين الدستورية كأول رئيس منتخب للجمهورية الثانية بعد ثورة 25 يناير. جلس مرسى بين رئيسين للمحكمة الدستورية العليا، عن يمينه المستشار فاروق سلطان، الذى حضر آخر يوم له فى المحكمة لإحالته إلى التقاعد، وعن يساره المستشار ماهر البحيرى، الرئيس المقبل للمحكمة، الذى سيؤدى اليوم اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية. بدأت مراسم أداء اليمين بكلمة للمستشار ماهر سامى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والمتحدث الرسمى لها، قال فيها «إن هذه المناسبة العزيزة التى نحن بصددها الآن ساقتها وصاغتها عزيمة متقدة لشعب -حسبناه غافياً أو غافلاً- فاتقدت عزيمته بالثورة على الظالمين والطغاة والفاسدين». وأضاف سامى أن هذه المناسبة تؤكد حماية الشرعية الدستورية وإعلاء سيادة القانون، وأنه إذا كانت المحكمة الدستورية العليا تغمرها مشاعر السعادة والزهو والرضا لإعلاء مبادئ الشرعية الدستورية، فإنها تعلمت وتعلم قضاتها أنه ليس بالدساتير وحدها تحيا الشعوب وإنما تقوى بقضاء دستورى شامخ، فالنصوص كانت مثالية فى كل الدساتير، ولكن حين تهدر ويعصف بها الحكام وأعوانهم فإن المحكمة وقتها هى التى تحمى مواد الدستور. وقال سامى موجهاً حديثه ل«مرسى»: «نحسب لك أنك حافظت على مكان وقدر المحكمة الدستورية العليا باحترامكم للشرعية الدستورية وسيادة القانون، ونرجو أن تظل محافظاً على الشرعية الدستورية». وعقب إنهاء سامى لكلمته، ألقى المستشار فاروق سلطان، رئيس المحكمة الدستورية العليا، كلمة، أكد فيها أن وجود رئيس الجمهورية فى مقر المحكمة الدستورية العليا هو التجسيد الحى الحقيقى لإعلاء الشرعية الدستورية. وقال سلطان: «هذا يوم مشهود من تاريخ مصر ذلك الذى سطر فيه شعبنا العظيم الصابر الثائر بدمائه وصلابته صفحة من صفحات المجد والكرامة والعزة والفخار، فاليوم تستقبل المحكمة الدستورية العليا هذه القلعة الشامخة من قلاع الحرية والديمقراطية والعدالة حصن الأمة المنيع فى مواجهة البغى والظلم واستلاب الحقوق، أول رئيس منتخب لجمهورية مصر العربية بإرادة شعبية ديمقراطية أثمرتها انتخابات حرة نزيهة حسم نتائجها قول فصل لجموع المواطنين». وتابع «نرحب بكم ونعتز بحضوركم إلى هذه المؤسسة الدستورية العريقة التى نثق أنكم تشاطرون شعب مصر تقديركم لها واعتزازكم بدورها فى حماية الشرعية الدستورية وإعلاء سيادة القانون على رءوس كل العباد». واستطرد: «إن وجودكم، سيادة الرئيس، اليوم فى مقر المحكمة الدستورية العليا هو التجسيد الحى الحقيقى لإعلاء الشرعية الدستورية، ترفعون بها راية الدستور فوق كل الهامات وتطيلون قامة القانون». وأضاف قائلاً: «فى يوم الأحد 4 شعبان عام 1433 هجرياً، الرابع والعشرين من يونيو 2012 ميلادياً أعلنت لجنة انتخابات الرئاسة عن فوزكم بمنصب الرئيس فى الانتخابات التى جرت يومى 16 و17 من يونيو عام 2012، والجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا التى أشرف برئاستها، إذ تتقدم لسيادتكم بأصدق التهنئة بالثقة الغالية التى أولاها إياكم شعب مصر العظيم نتوجه للمولى القدير أن يوفقكم فى مهمتكم الصعبة ويسدد على طريق الخير خطاكم من أجل مصر». واختتم: «وإعمالاً لنص الفقرة الثالثة من المادة 30 من الإعلان الدستورى الصادر فى 17 يونيو 2012 أدعو سيادتكم للتفضل بأداء اليمين الدستورية». وعقب أداء «مرسى» لليمين الدستورية، التى جاء نصها «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، ألقى رئيس الجمهورية كلمة وجه خلالها التحية إلى الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية وأعضائها، مشيداً بهذا الصرح القضائى، وتعهد بالحفاظ على استقلال المحكمة. وتابع قائلاً: نحرص جميعاً على تبنى هذه المؤسسات لتكون قوية وفاعلة لا يؤثر عليها مؤثر وهى مؤسسة حرة على أرض حرة مع شعب حر. وأكد أن الشعب المصرى أسس اليوم لحياة جديدة بحرية تامة، وقال «الحمد لله أن مصر لديها مؤسسات بها رجال مخلصون لوطنهم ويعرفون معنى احترام الدستور والقانون والأحكام القضائية.. مصر اليوم دولة مدنية وطنية دستورية حديثة.. هكذا تولد هذه الدولة اليوم دولة قوية بشعبها وبمعتقدات أبنائها ومؤسساتها، وفى القلب من ذلك المحكمة الدستورية». وأضاف مرسى أنه سيقوم بدوره فى حماية واستقلال السلطتين التشريعية والقضائية عن السلطة التنفيذية.