حمّلت الأحاديث الجانبية لمعتصمي التيار الإسلامي، في رابعة العدوية، أعضاء مكتب إرشاد تنظيم الإخوان مسؤولية عزل مرسي، بسبب سياستهم الخاطئة، في التعامل مع الأزمة السياسية التي أدت إلى عزل الدكتور محمد مرسي، من منصب رئيس الجمهورية، وتهديد المستقبل السياسي لتنظيم الإخوان، فضلا عن إصرارهم على خوض الانتخابات الرئاسية الذي تبين أنه قرار خاطئ. واستمر لليوم الثاني على التوالي، انخفاض أعداد المتظاهرين، فيما تحاول المنصة تحفيز أعضائها بالأغاني الدينية والدعوة لنصرة الشرعية، فيما واصل مؤيدو الرئيس المعزول، اعتصامهم لليوم العاشر علي التوالي أمام مسجد رابعة العدوية فى مدينة نصر، اعتراضا علي عزل مرسي، وسط حالة من الإحباط والغضب تجاه القوات المسلحة بعد إلقاء القبض على عدد كبير من قيادات التنظيم على رأسهم المهندس خير الشاطر، نائب مرشد الإخوان والدكتور سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة. وشهد محيط الاعتصام، انخفاضا ملحوظا في أعداد المتظاهرين في مليونية "الشريعة خط أحمر"، التي نظمها الإخوان اعتراضا على خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع، وذلك بعد انسحاب عدد كبير منهم بعد التأكد من أنباء القبض على نائب المرشد وحازم صلاح أبوإسماعيل. وشدد المعتصمون على استمرارهم للدفاع عن الشرعية، وإعادة الدكتور مرسي إلي سدة الحكم مرة أخري، ووصف المعتصمون البيان الذي أعلنه السيسي بالانقلاب العسكري علي السلطة الذي جرى التخطيط له منذ عام كامل، مطالبين القوى الاسلامية ومؤيدي الرئيس السابق بالاحتشاد بالميادين لحين الرجوع مرة ثانية إلى الشرعية. وأذاعت المنصة الرئيسية لاعتصام رابعة العدوية، عددا من الأناشيد الدينية لتحميس المعتصمين بعد حالة الإحباط التي أصابتهم خلال الأيام الماضية، كما شهد الميدان انخفاضا ملحوظا في عدد الأخوات، تحسبا لحدوث أية اشتباكات. وفي الجيزة، وأمام تمثال نهضة مصر، واصل شباب التيار الإسلامي اعتصامهم لليوم السابع، للمطالبة بعودة مرسي، مؤكدين على أن سقوطه هو سقوط المشروع الإسلامي، وهتفوا منددين بما أسموه "الانقلاب العسكري"، ورسم المتظاهرون جرافيتي على الأرض مكتوب عليه "مرسي الشرعية" مرددين: "الشرعية أو الشهادة" ورفعوا صور للرئيس المعزول. وغابت القيادات عن الاعتصام، فيما حثت المنصة الرئيسية المتظاهرين على البقاء: "الجدع جدع والجبان جبان.. وإحنا يا جدع قاعدين في الميدان". وشهدت أرضية الاعتصام وجود أعداد كبيرة من الطوب والزلط، كما قاموا بخلع الأرصفة والبلاط وكتل من الطوب تحسبا لأية اعتداء كما شهد أيضا الميدان انتشار اللجان الشعبية لتأمين الميدان، فيما كثفت قوات الشرطة من انتشارها على المداخل بعد أحداث العنف التى شهدتها المنطقة الأيام الماضية بين المتظاهرين وأهالي المنطقة وانتشر عدد كبير من المدرعات للتأمين، في حين أكدت مصادر أمنية من القوات المكلفة بالتأمين أنهم موجودون لحماية المنشآت الحيوية والمواطنين وسيتصدون لأية أعمال شغب من شأنها الإضرار بالمنشآت. ووصف المتظاهرون حزب النور ب"حزب الدمار"، لأنه يتحاور مع جبهة الإنقاذ، وأعلن المعتصمون استمرارهم في ميدان النهضة لحين عودة الرئيس مرسي، فيما أعلنت المنصة الرئيسية عن "الجهاد والشهادة" في سبيل الشرعية وأذاعت الأغاني الدينية. وتحولت حديقة الأورمان إلي ملجأ للمعتصمين، وأصبحت مكانا لاعتصام الإخوان، وانتشرت الرائحة الكريهة في الميدان، ما تسبب في مشاجرات بين العاملين في الحديقة والمعتصمين. ولاحظت "الوطن" استعداد المتظاهرين لأية هجمات أخرى من أهالي بين السرايات والبلطجية، وجهزوا الشوم والعصي، تحسبا لأية محاولات لاقتحام الاعتصام.
