وصلت المعارضة السورية إلى طريق مسدود، اليوم، في محادثات لانتخاب زعيم جديد، حيث وجهت الإطاحة بحكم الاخوان المسلمين في مصر ضربة لأكثر فصائل المعارضة نفوذا، ويحول هذا الجمود دون توصل الأطراف الرئيسية في الائتلاف الوطني السوري إلى اتفاق يقبله داعموهم في قطر والسعودية الذين يريدون تعزيز المعارضة لمواجهة هجوم لقوات الرئيس بشار الأسد. وقالت مصادر في الائتلاف إن مصير الاتفاق متوقف على الإخوان المسلمين في سوريا وهم الجماعة المعارضة الأكثر تنظيما، والتي تملك الأصوات اللازمة لترجيح كفة أحد المرشحين الرئيسيين. وتعانى الجماعة من أثر الضربة السياسية التي تعرضت لها الجماعة الأم في مصر حيث تدخلت القوات المسلحة للإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي بعد احتجاجات ضخمة بالشوارع. وقال مسؤول في الائتلاف في إسطنبول، التي تستضيف اجتماع المعارضة، "الأجواء قاتمة، الاخوان المسلمون في مصر وبالتبعية في سوريا وأماكن أخرى تلقوا ضربة، لكن حتى معارضيهم يشعرون أن الشرق الأوسط خسر فرصة تاريخية لإقناع الإسلاميين بتبني الديمقراطية". وقال فاروق طيفور نائب زعيم الإخوان المسلمين في سوريا، إن إطاحة الجيش المصري بمرسي "وصمة عار"، مضيفا أن الثورة المصرية التي ضربت المثل للثورات الأخرى بسلميتها قد دخلت مرحلة سيئة. وقال أنس عيروط رجل الدين البارز من مدينة بانياس ان الاخوان المسلمين في سوريا مهددون الآن سياسيا. مشيرا إلى أنهم عادوا الجماعات الاسلامية الأخرى والآن قد يتحولون إلى بطاقة محروقة بعد هزيمتهم في مصر. وأضاف عيروط إن الإسلاميين برغم ذلك في موقف أقوى في سوريا، لأنهم يهيمنون على صفوف القوات المسلحة المعارضة التي ستتولى السلطة إذا سقط الأسد، مشيرا إلى أن السياسات نتاج للسلطة على الأرض وإن السيناريو المصري من الصعب أن يتكرر في سوريا. والمتنافسان الرئيسيان على رئاسة الائتلاف هما مصطفى الصباغ الأمين العام للائتلاف وهو رجل أعمال ينظر إليه باعتباره مدعوما من قطر وأحمد جربا وهو قيادي قبلي له علاقات قوية بالسعودية. ولا يملك أي من المرشحين الأغلبية التي يحتاجها ليصبح رئيسا للائتلاف المشكل من 120 عضوا والذي يضم 3 قوى رئيسية هي الإخوان وجناح الصباغ والكتلة التي تدعمها السعودية وتشمل حربا. وقال مصدر داخل الائتلاف "الإخوان يفضلون الصباغ لكنهم عمليون وربما لا يريدون إغضاب السعودية. سيطرحون على الأرجح اسم مرشح توافقي في اللحظة الأخيرة". ومن بين الأسماء التي برزت كمرشحين توافقيين أحمد طعمة الخضر وهو معارض مخضرم من محافظة دير الزور الشرقية وبرهان غليون الأكاديمي الذي يعيش في باريس.