لم يمسك علما ولم ينفخ فى «الفورفوزيلا»، لكنه احتفل برحيل الرئيس المخلوع محمد مرسى بطريقته الخاصة، فمثلما شارك فى مظاهرات 30 يونيو ب«طبلة»، محفزا بها المتظاهرين على الهتاف ضد مرسى، احتفل أيضاً بسقوط الرئيس بالطبلة نفسها التى رافقته خلال فترة وجوده فى الميدان منذ أيام. وقف وسط الجماهير المحتشدة فى ميدان التحرير للاحتفال، تسمع بعمق دقات طبلة الشاب أحمد عصام، «18 عاما»، الذى يتصبب عرقا من شدة وسرعة حركة يديه على الطبلة، ووراءه مئات المتظاهرين الذين يهتفون: «الجيش والشعب إيد واحدة»، يشعر «عصام» أنه المحرك الرئيسى لتلك الحشود، ليس لأنه قائدها أو منسق هتافاتها بل لأنه يملك تلك الآلة القادرة على إشعال حماس الجماهير. اشتهر «عصام» بين جماهير التحرير بأنه «مطبلاتى الميدان»، وأحيانا «مطبلاتى الثورة»، ويعتبر أن «الطبلة» هى إحدى الأدوات الأساسية التى يجب توافرها فى المظاهرات، لأنه بدون أنغامها ستبدو هتافات الجماهير وحماسهم جافة وخالية من الروح الحماسية، قائلا: «الطبلة هى اللى بتهيص الجماهير، هى اللى بتخليهم يحسوا بطعم الفرحة وبطعم الثورة، زيها بالظبط زى هليكوبتر الجيش اللى كل ما تمر فى السما الناس تفرح». فكرة شراء «عصام» ل«الطبلة» جاءت بعد قراره المشاركة فى المظاهرات ضد استمرار الرئيس السابق محمد مرسى، فقرر شراءها من ماله الخاص ب35 جنيها، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، مؤكدا أنه يتمنى أن يحصل على مجموع يؤهله لدخول كلية الحقوق: «نفسى أدافع عن حقوق الناس المظلومة، ضد الحكام الظالمين زى مبارك ومرسى». على أنغام «طبلة عصام» تحتفل جماهير ميدان التحرير يوميا برحيل «مرسى»: «هندور فى الميدان، ونغنى مع المتظاهرين افرح يا شعب عادت حريتك».