عقارب الساعة تشير إلى ال12 بعد منتصف ليلة 30 يونيو. فجأة تشتعل السماء بوهج الألعاب النارية والشماريخ فى «رابعة العدوية» معقل اعتصام مؤيدى الرئيس مرسى.. ثم يجتاح المنطقة طوفان من الهدير البشرى والصخب تعقبه هتافات «قوة عزيمة إيمان.. مرسى وراه رجالة فى كل مكان». «يوم 30 عدّى على خير.. مش هو ده اليوم اللى كانت حركة تمرد وجبهة الخراب تتحدث عنه وكأنه يوم القيامة مفيش فيه أى حاجة حصلت.. إيه يعنى حرقوا شوية ورق فى المقرات؟». ما سبق حوار بين شابين من جماعة الإخوان المسلمين فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، الأحاديث لا تنتهى عن المخاوف التى كانوا ينتظرونها يوم 30 يونيو. والذى انتهى على حد تعبيرهم دون نتيجة وعن مقربة من الشابين يردد آخرون هتافات وصيحات أثناء قيامهم بالتدريب على القتل أو رد المعتدين، على حد تعبيرهم. ميدان «رابعة العدوية» مغلق فى حراسة 4 مجموعات، كل مجموعة من محافظة مختلفة تتضم قرابة 300 شخص يحملون شومة أو قطعة حديد وخوذة ودرعاً. لم يحضروا للمشاركة فى الاعتصام ولكن لهم مهمة أخرى هى رد المعتدين على المعتصمين، ينتشرون فى الميدان على أبعاد مختلفة للحماية فقط. يتدربون من وقت إلى آخر. ولهم قائد. الجميع فى ميدان رابعة ينتظر الإشارة سواء بالتوجه إلى «الاتحادية» أو فض الاعتصام. ضحكة بصوت مرتفع من شاب فى العقد الثالث من عمره ويقول: أنا اسمى محمد على سائق من بلد الفلول آه والله البلد بتاعتنا كلها فلول ويشير إلى 7 من أصدقائه، قائلاً: «إحنا كلنا من بورسعيد، أو حضرنا هنا عشان إحنا بنحب الدكتور مرسى وعايزينه يفضل فى الحكم، عشان راجل يعرف ربنا.. وفى خطابة الأخير قال إننى أخطأت، الناس تصبر شوية. ده فى أول أسبوعين تولى فيهم فترة الرئاسة توفيق عكاشة ومحمد أبوحامد طالبوا بإسقاطه عشان راجل بيصلى الفجر وعارف ربنا»، ويستكمل قائلا: «كله من التليفزيون والجرايد وخاصة قناة السى بى سى وجريدة الوطن والتحرير ولميس الحديدى اللى على طول بتطلع تشتم فيه». وينظر إلى أصدقائه: «صح يا رجالة»، يردون عليه: «تمام كده». يترك «محمد» وأصدقاؤه الحديث عن الإعلام ويتحدثون عن يوم 30 يونيو اللى عدى دون أى أحداث أو اشتباكات قائلين: «إيه يعنى حرقوا عدد من المقرات فى بعض المحافظات دول ناس متعرفش ربنا هما كانوا عايزين يستفزونا، بس إحنا مسيطرين على أعصابنا وفى انتظار الإشارة بالزحف على الاتحادية، وكلنا عارفين هنا إنهم حرقوا مقر المقطم بس ده اتحرق فيه شوية ورق وربنا يسترها وإحنا قاعدين هنا لحد ما تيجى الإشارة بفض الاعتصام أو بالزحف». أخبار متعلقة: مصر التى فى «الميادين» التحرير.. يقضى ليلته بهتافات: «يسقط حكم المرشد» تحت حماية الطائرات الحربية الاتحادية.. احتفالات تتحول إلى مأتم بعد شهداء المقطم