قالت صحيفة «أبريمنت إى فاكت» الروسية إن المظاهرات التى تجتاح مصر الآن إنذار أخير للرئيس مرسى، ووصفته حرفياً بأنه رسالة فحواها «كش ملك» لمرسى ونظامه. وأضافت الصحيفة: ليس من قبيل المبالغة أن نطلق على فعاليات 30 يونيو «مسيرات مليونية»، بعد أن خرج نحو 17 مليون مواطن للتعبير عن سخطهم على سياسات مرسى. مشيرة إلى أن أعداد المتظاهرين فى الإسكندرية وحدها فاقت أعداد كل من خرجوا للاحتفال بتنحى مبارك يوم 11 فبراير 2011، ونوهت الصحيفة بأن المعارضة أنذرت مرسى حتى مساء اليوم، لترك منصبه أو خروج الجماهير فى شوارع مصر كلها ضده. فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية قال كبير محرريها «ديفيد كينير» إن الجيش المصرى قد استعاد شعبيته بين المتظاهرين بعد انهيار شعبية الإخوان، وأضاف «كينير» أن صيحات الفرح تعالت عندما حلقت طائرات الجيش فوق ميدان التحرير، وأصبحت الإدارة الأمريكية «بعبع» المعارضة بسبب دعمها ل «مرسى». وأكد «كينير» أنه بالرغم من وجود فجوة أيديولوجية واضحة بين المحتجين، فإنهم اتحدوا خلف الكراهية المشتركة للحكومة الإسلامية الحاكمة، وحتى الشرطة المصرية أثبتت لأول مرة أنها تريد تغييراً حقيقياً. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن جماعة الإخوان تقوم بإلقاء تهديدات لتخفى نقاط ضعفها، فبعد عام واحد من الحكم لم يستطع مرسى أن يسيطر على الشرطة، حيث إن الشرطة رفضت تنفيذ أوامر بمهاجمة المتظاهرين أو حماية مقرات الإخوان، وتابعت الصحيفة أن «القضاء» أحبط آمال مرسى بإجراء انتخابات برلمانية، وأكدت الصحيفة أن قادة الجيش ما زالوا يتمتعون بالسلطة، وربما يؤدى تزايد حدة الاضطرابات إلى دعوة لحدوث انقلاب. وتابعت الصحيفة -فى تقرير آخر- أن أعداد المتظاهرين ضد مرسى، فى فعاليات 30 يونيو، تقدر بالملايين، وأنها فاقت أعداد كل المظاهرات التى خرجت ضد مبارك فى 25 يناير 2011، وأظهرت هذه الأعداد الضخمة حجم المعارضة الحقيقية للرئيس، وكذّبت ادعاءات جماعته الدائمة أن معظم المصريين يدعمونه. أما صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية فوصفت تلك الحشود المصرية بأنها تماثل أو تخطت تلك الأعداد التى خرجت قبل عامين للإطاحة بالرئيس «مبارك». وأضافت الصحيفة أن مستقبل مصر، معلق الآن بسؤالين، هما: هل يمكن أن يظل مرسى قادراً على الاحتفاظ بكرسى الحكم فى ظل تلك الاحتجاجات الكبيرة والمستمرة؟ وقالت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية إن على مرسى أن يفهم أن الديمقراطية أكبر من مجرد حكم الأغلبية، ولا يمكن لحكم ديمقراطى أن يقصى الأقلية أو يتحلل من الرقابة والضوابط، معلقة «الديمقراطية فى مصر ما زالت تفتقد هذه المفاهيم»، ومضت قائلة: يجب على مرسى أن يدرك أن الساعين لتحقيق ديمقراطية كاملة فى مصر ارتابوا فى الطريقة التى صاغت بها الجماعة الدستور الجديد وفقدوا ثقتهم فيه، وإن على مرسى أيضاً أن يجد حلولاً لإشراك المدافعين عن الديمقراطية فى الحكم لأنهم من قادوا ثورة 25 يناير وليس جماعة الإخوان. وأضافت المجلة فى افتتاحيتها أن على الساسة المصريين أن يتعلموا من قدرة الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا على بث الثقة بين جميع الفرقاء، بتحليه هو شخصياً بالصدق والإخلاص والتواضع والاستعداد لخدمة الآخرين. وخلصت المجلة إلى أن الحال المؤسف للاقتصاد المصرى ومعاناة الفقراء يستوجب حكومة وحدة وطنية وليس مزيداً من تبادل الإهانات والانقسام والسعى للسلطة وإقصاء الآخرين. ونقلت المجلة فى تقرير آخر عن تغريدة للمتحدث باسم جماعة الإخوان جهاد الحداد قال فيها «مجموعة من البلطجية تهاجم مقرات الإخوان وقام اثنان من قوات الشرطة بالمشاركة فى الهجوم» وعلقت المجلة قائلة إنه لا يوجد شهود عيان تثبت كلام الحداد، وأضافت أن مرسى يصارع من أجل جعل قوات الشرطة تحت سيطرته، لكن رفض الشرطة حماية مقرات الإخوان، علامة على فشل مرسى فى السيطرة عليهم. وقالت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية إن الجيش المصرى قدر عدد المحتجين ضد الرئيس مرسى بالملايين، وأشارت إلى أن جموع المتظاهرين فى التحرير صفقوا لأربع طائرات هليكوبتر عسكرية، حلقت فوق الميدان، فى احتفاء بالجيش لم يحدث منذ الفترة الانتقالية، التى تولى فيها الجيش إدارة البلاد، وأضافت أن حركة تمرد أصابت الرئيس بالذعر وبدا ذلك واضحاً فى خطاب مرسى الأخير. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن حكومة مرسى قد ذهلت من الحشود الهائلة. وأشارت إلى تصريح المتحدث الرسمى للرئيس «عمر عامر» الذى وصف المظاهرات بأنها «حقيقية»، وأضافت الصحيفة أنه دائماً ما روج مرسى والإخوان لنظرية المؤامرة التى ورثوها عن نظام مبارك، وأكدت أنه لا توجد أى مؤامرة تستطيع جلب الملايين فى الشوارع المصرية. ونقلت شبكة وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكرى رفض ذكر اسمه تصريحه بأن مظاهرة 30 يونيو هى الأكبر فى تاريخ مصر. وقالت صحيفة «أيريش تايمز» الأيرلندية إن مرسى اختفى منذ اندلاع المظاهرات ولكنه صرح عبر متحدثة الرسمى بأنه ارتكب أخطاء وهو يعمل على حلها وأبدى استعداده للحوار.