أكتب كلماتى هذه على عجل، فأمى وأبى وأخى وخالاتى وصديقاتى وزملائى فى حزب الوفد وفى الأحزاب الأخرى، فى طريقهم إلى مصر، إلى الاتحادية، إلى ميدان التحرير، إلى ميادين المحافظات، لنحرر أم الدنيا من الغزو الإخوانى، الذى كبس على نفوس البلاد والعباد، لذا فإنى أهرول كى أكون معهم، فهل ستأتى معنا يا كل من تحب هذا الوطن العظيم الذى ما كان يستحق منا ما فعلناه به؟! لأول مرة منذ شهور بعيدة، أحس أنى ما زلت حية، ولم أُسرق، وأنى مع أبناء جيلى أقوى، ومهما طال الوقت وامتدت الأيام والليالى فى شوارع المحروسة، سنستعيد مصر، التى اتهمنا البعض بأننا أضعناها حين خرجنا فى 25 يناير لنسقط نظاماً كبس على أنفاسنا سنوات ولم يعِ أن مصر تغيرت وأصبحت شابة عفية، وأن عظام النظام -كما عقله- وهنت، ودفعنا الثمن غالياً من دماء شهدائنا، حتى أسقطنا هذا النظام، وبكل سذاجة وحسن نوايا، سلمنا مصر للإخوان، وبدلاً من أن يحفظوها، خانونا وباعوها، بعد أن فتتوها وأهانوها وحاولوا تقزيمها لأنهم أقزام!! هل هى ثورة جديدة؟ لا أراها كذلك، هى تصحيح للمسار الثورى الذى انحرف واستغله القناصون الذين انقضوا على الثورة البريئة فمزقوا كل ما يربط شركاءها، حطموا الداخلية، وسعوا إلى إضعافها وتفكيكها، ثم رفعوا شعار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وحين أيقنوا أن الفتنة حدثت وتباعدت المسافات بين الشباب والقوات المسلحة، تركونا فى الميدان، فى محمد محمود، وراحوا هم يسيطرون على مجلس الشعب ومعه المجلس العسكرى، فى رحلة سرقة وطن، حتى دانت لهم السيطرة، فاستكبروا واستبدوا، وأذلوا واستولوا، وتركوا الشعب الطيب يئن من الفقر والظلم والجهل.. صدعونا سنوات بشعار «الإسلام هو الحل»، وعندما وصلوا للحكم لم نرَ منهم حلاً ولا إسلاماً، رأينا متأسلمين جعلوا من الدين مطية ليحققوا به مكاسبهم السياسية والمادية ويسحقوا به خصومهم السياسيين، واتهموهم بالكفر ومعاداة الإسلام لأنهم يقولون لمرسى: لا للظلم، لا لأخونة مصر، لا لهيمنة الأهل والعشيرة على اقتصاد الوطن، لا لمقاطعة الدول العربية الشقيقة، لا لبيع قناة السويس لقطر، لا لخدمة مصالح إسرائيل من أجل عيون فرعهم فى غزة تحت لافتة حماس. أخطأنا عندما تركنا الميادين قبل أن نضع خارطة المستقبل فسرق محترفو القنص الثورة، ولن نفعل ذلك مرة أخرى، نحن فى شوارع مصر لنكمل ثورتنا، ونصحح أخطاء الماضى، ونقول لمرسى: أنت «استبن لاستبن» ومصر كبيرة قوى عليك وعليكم، فلتسقط ألف ألف مرة، ولن نعود إلا ومصر -أم الدنيا- أبد الدهر حرة، من غير الكاذبين، المخادعين، الإخوان لصوص الدين. كل واحد قاعد فى بيته، انزل مع أهلك وناسك وشارك وطنك فرحته وهو بعد عذاب وهوان يستعيد حريته. وحشتينا قوى قوى يا مصر.