تحدى أئمة مساجد المحافظات، أمس، تعليمات د.مختار جمعة، وزير الأوقاف، ورفضوا تطبيق قرار منع استخدام مكبرات الصوت أثناء صلاة «التراويح» بين المساجد فى المدن وغيرها فى المناطق الريفية، حيث عمدت معظم المساجد فى كافة القرى بمختلف محافظات الجمهورية إلى استخدام «الميكروفونات» الخارجية، أثناء صلاة العشاء والتراويح فى الليلة الأولى لشهر رمضان، بينما امتنع أئمة بعض المساجد، خاصةً فى المدن الكبرى وعواصم المحافظات، عن استخدام مكبرات الصوت، تنفيذاً لقرار وزير الأوقاف، مختار جمعة، خوفاً من المساءلة القانونية، أو الإيقاف عن العمل، فيما أعلن القطاع الدينى بالوزارة الالتزام الكامل على مستوى الجمهورية، وأنه لم يتم رصد أى مخالفات. وأكد إمام أحد المساجد بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، طلب عدم ذكر اسمه، أن عدم استخدام مكبرات الصوت فى صلاة التراويح أفقدها الكثير من مكانتها وروحانيتها، مشيراً إلى أن هناك حالة من التذمر بين غالبية أئمة المساجد من هذا القرار، كما سادت حالة من الاستياء بين جموع المصلين، بسبب حظر مكبرات الصوت فى الصلاة، ولفت إلى أن عدداً من المصلين طلبوا منه استخدام الميكروفونات فى صلاة التراويح، إلا أنه رفض الاستجابة لمطلبهم، نظراً لصدور تعليمات مشددة من مديرية الأوقاف، بتنفيذ قرار حظر استخدام مكبرات الصوت. نواب يشجعون المصلين على تحدى القرار.. ووكيل «أوقاف سوهاج»: القرى محدودة الكثافة السكانية لا يشملها القرار وفى أسيوط، أجبر المصلون الأئمة فى مختلف المساجد بقرى ومدن المحافظة، على استخدام مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، مؤكدين عدم التزامهم بقرار وزير الأوقاف، معللين ذلك بأن عدد المصلين خارج المساجد أكثر من الذين بداخله، متسائلين كيف يمكن لهم أداء الصلاة التراويح فى جماعة خلف إمام لا يسمعون صوته؟، وقال أحد الأهالى إن المصلين فور دخولهم إلى المسجد، لأداء صلاة العشاء والتراويح، فوجئوا بالقائمين على المسجد يمتنعون عن تشغيل مكبرات الصوت، فقاموا بتشغيلها بأنفسهم، وأضاف آخر أن المساجد تكتظ بالمصلين فى رمضان، خاصةً فى وقت صلاة التراويح، ما يضطر عدداً كبيراً منهم إلى الصلاة خارج المسجد، ويستوجب تشغيل مكبرات الصوت. وأعرب العديد من أهالى أسيوط، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، عن سعادتهم بتشغيل مكبرات الصوت فى المساجد أثناء أداء صلاة التراويح، بالمخالفة لقرار وزير الأوقاف، حيث كتبت «إسراء» على صفحتها: «أيوة كده كنت سامعة الصوت وانبسطت كتير»، بينما كتب «عيسى» فى تدوينة أخرى: «من المرات القليلة التى أكون فيها فخوراً بأننى من أسيوط، صلينا التراويح، وكانت مكبرات الصوت شغالة عادى جداً»، بينما رد «حسام» كاتباً: «الله أكبر على الرجالة، فى القاهرة المساجد ساكتة مش طالع لها صوت، ومفيش أجواء رمضان بدون سماع صوت صلاة التراويح بالمساجد». كما شهدت غالبية المساجد بمحافظة سوهاج استخدام مكبرات الصوت فى أول صلاة للتراويح، ولم يلتزم بالقرار الصادر من وزارة الأوقاف إلا عدد محدود للغاية، حسبما رصدت «الوطن»، وحث عدد من أعضاء مجلس النواب، عبر صفحاتهم الشخصية على موقع «فيس بوك»، الأهالى فى دوائرهم بعدم الالتفات إلى القرار، واستخدام مكبرات الصوت الخارجية فى جميع المساجد، وأصدر النائب عادل شهاب الشريف، بياناً جاء فيه: «أهالى سوهاج الكرام، إلى أئمة المساجد فى مركز المنشاة بندر وقرى، إقامة صلاة التراويح بمكبرات الصوت كالمعتاد، وأى تعرض سيكون على مسئوليتى»، كما أصدر النائب أحمد وائل المشنب، عضو مجلس النواب عن دائرة «أخميم»، بياناً مماثلاً إلى الأهالى وأئمة المساجد فى الدائرة. وفى المقابل، قال الشيخ على طيفور، وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، إن قرار تطبيق منع استخدام مكبرات الصوت فى المساجد، أثناء صلاة التراويح، يتم استثناء بعض المناطق منه، وخاصةً فى القرى التى لا يوجد بها كثافة سكانية والمنازل فيها متباعدة، أما المناطق التى يكون بها كثافة سكانية مرتفعة، فيتم تطبيق القرار عليها، وخاصةً المناطق التى يكون فيها عدد المساجد كبيراً، ويحدث خلط وتداخل بين الأصوات الصادرة من المكبرات، بما يؤثر على المصلين أنفسهم، وتجعل الأئمة يخطئون فى الصلاة وقراءة القرآن، فيتم التشديد عليهم باستخدام السماعات الداخلية. وأوضح «طيفور» أن من يخالف القرارات الصادرة يتم توجيه النصح له، وإن لم يستجب يتم توقيع الجزاء عليه، مؤكداً أن «الدين يسر وليس عسراً»، وأشار إلى أن أحد طلاب الثانوية العامة اتصل به وطلب منه منع استخدام المكبرات فى أحد المساجد، لأنها تشوش عليه أثناء المذاكرة، وتم الاستجابة للطالب والتنبيه على المسجد بعدم استخدام الميكروفونات الخارجية، وناشد الطلاب أداء الصلاة فى المساجد، والعودة مرة أخرى للمذاكرة، داعياً إلى عدم ترك الصلاة فى أوقاتها إلا بعذر. وفى البحر الأحمر، أدى المصلون صلاة التراويح لأول ليلة من شهر رمضان فى مختلف المساجد باستخدام الميكروفونات، وقال الشيخ رفعت ثابت، وكيل وزارة الأوقاف، إن قرار منع مكبرات الصوت فى صلاة التراويح ينطبق على المساجد القريبة من بعضها، لافتاً إلى أن مساجد المحافظة بينها مسافات تسمح باستخدام المكبرات، وأوضح أن وزير الأوقاف أكد منع مكبرات الصوت فى أضيق الحدود. وفى الدقهلية، قال الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف: «لاحظنا التزاماً جيداً بالقرار، ولم نتلق أى شكاوى، سواء من إغلاق مكبرات الصوت، أو من وجودها»، وأضاف فى تصريحات ل«الوطن» قائلاً: «إننا لا نزال فى اليوم الأول لتطبيق القرار، وأى شكوى تصل إلينا من إمام أى مسجد، سنتبع معه أسلوب التنبيه والتوعية، ثم توقيع الجزاء». فى سياق متصل، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف إن استخدام المساجد أمس لمكبرات الصوت الخارجية للحاجة إليها، فتم استخدام السماعات الداخلية للمسجد فى نطاق المسجد الذى صلى به المصلون بالداخل، أما المساجد التى شهدت أعداداً كبيرة للمصلين، فتم استخدام المكبرات على قدر الحاجة. وأكد «طايع» أن د.مختار جمعة، وزير الأوقاف، لم يصدر بدعة بترشيد استخدام مكبرات الصوت الخارجية، فهو أمر مطبق منذ فترة د.حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، ونحن شرطنا استخدام مكبرات الصوت الخارجية بوجود حاجة له، بهدف تقنين وترشيد الاستهلاك، حتى لا تتداخل الأصوات بين المساجد القريبة، كذلك الزوايا. وأكد «طايع» أن الوزارة لم ترصد أى مخالفات لتعليمات الوزارة التى تشمل ضرورة الالتزام بالوقت المحدد للخطبة ما بين 15-20 دقيقة، وعدم تجاوز درس التراويح عشر دقائق بأى حال من الأحوال، وعدم السماح لأى شخص غير مرخص له بالخطابة بإلقاء أى دروس بالمساجد وملحقاتها وما فى حكمها، وعدم استخدام صحن المسجد فى أى موائد على الإطلاق.
