اختتم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مهمة دبلوماسية مكوكية اليوم دون التوصل لاتفاق على استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، لكنه قال إنه جرى تضييق هوة الخلافات، وإنه سيعود إلى المنطقة قريبا. وأضاف كيري في مؤتمر صحفي في مطار تل أبيب قبل سفره: "أقول لكم إن تقدما حقيقيا أثحرز خلال هذه الجولة، وأعتقد أنه مع بذل المزيد من الجهد، فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد. بدأنا بخلافات كبيرة للغاية ونجحنا في تضييقها بدرجة ملموسة". وكان كيري قال للصحفيين عقب اجتماعه مجددا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة رام الله بالضفة الغربية: "أجرينا مناقشات إيجابية جدا (...) وشديدة الأهمية في الأيام القليلة الماضية". وأضاف: "اتفقنا على أننا أحرزنا تقدما حقيقيا، لكن هناك حاجة إلى العمل على بضعة أمور"، ولم يذكر التفاصيل لكنه لمَّح إلى أن الباب لا يزال مفتوحا أمام المزيد من الجهود الدبلوماسية. ولم يُدل عباس بتصريحات عقب الاجتماع، الذي جرى بعد محادثات أجراها كيري واستمرت لست ساعات الليلة الماضية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إنه "تحقق بعض التقدم" نحو استئناف محادثات السلام التي جُمِّدَت منذ 2010 بسبب خلاف على البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة. وأوضح عريقات أنه سيعقد مزيدا من الاجتماعات مع ممثلين أمريكيين بعد أن يغادر كيري المنطقة؛ لمتابعة بحث بعض القضايا التي طُرحت خلال خامس زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة منذ توليه المنصب. وكان نتنياهو دعا عباس مرارا إلى العودة للمفاوضات، لكنه رفض طلب عباس بأن تتوقف إسرائيل أولا عن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه إن عباس يسعى للإفراج عن عشرات الفلسطينيين الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون إسرائيلية. وأضاف أن نتنياهو يرى أن تجري مناقشة المسألة بعد استئناف المفاوضات. وأكد نتنياهو في تصريحات مذاعة خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي أن "إسرائيل مستعدة للدخول في مفاوضات دون تأخير ودون شروط مسبقة، ولا نضع أي عراقيل أمام استئناف محادثات الوضع النهائي في إطار اتفاق سلام دائم بيننا وبين الفلسطينيين". وعقد كيري عدة اجتماعات مع نتنياهو وعباس في أماكن منفصلة منذ الأربعاء الماضي. وكان عباس أكد أنه لابد أن يجمد نتنياهو البناء الاستيطاني ويعترف بحدود الضفة الغربية قبل عام 1967 كأساس لحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، حتى يمكن استئناف المحادثات. وترفض إسرائيل التي تريد الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية بموجب أي اتفاق للسلام، هذه الشروط وتعتبرها شروطا مسبقة، وتقول إن قوات الأمن لا يمكنها الدفاع عن حدود ما قبل 1967. ولفت مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن محادثات كيري مع نتنياهو ومستشاريه في جناح بأحد الفنادق اختتمت قبل الرابعة صباح اليوم بقليل. وبعد ذلك تجول كيري في شوارع القدس الخالية، يصاحبه حراسه وفرانك لوينستاين، وهو أحد مستشاريه لشؤون الشرق الأوسط. ويحرص كيري على بدء محادثات سلام جديدة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي رفعت مرتبة الفلسطينيين إلى دولة غير عضو بصفة مراقب، ومن المقرر أن تُعقد الدورة الجديدة للجمعية العامة في سبتمبر. ويخشى نتنياهو من أن يستغل الفلسطينيون اجتماع الجمعية العامة في غياب محادثات سلام مباشرة، كنقطة انطلاق يقطعون خلالها خطوات جديدة للحصول على اعتراف بدولتهم.