بدا احتفاء المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي بوجود سيدة "منتقبة" بينهم، خلال المظاهرات الداعية لإسقاطه والتي انطلقت قبل أيام ويتوقع أن تصل لذروتها اليوم، وكأنها رسالة تؤكد أنهم ليسوا ضد الإسلام أو المتدينين، وأنهم يحظون بتأييد كافة طوائف الشعب، بما فيها المنتمين للتيار الإسلامي المعروف بتأييده لمرسي. ولم يمر وقت طويل قبل أن يرد داعية إسلامي، من أبرز أنصار الرئيس، بأن مظاهرات المؤيدين أيضا تضم "سافرات" يرتدين "التي شيرت والجينز"، في ما بدا وكأنه هو الآخر يقول إن المؤيدين ليسوا "إسلاميين فقط " أو متطرفين ضد "الحرية الشخصية". واعتاد بعض مؤيدي الرئيس من التيار الإسلامي اتهام بعض معارضيهم بأنهم "علمانيون" ويعارضون مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها "كراهية" في الإسلام ذاته، في حين اعتاد معارضون للرئيس اتهام بعض مؤيدي الرئيس بأنهم يتاجرون بالإسلام لكسب أصوات الناخبين. ولهذا كان مشهد مشاركة سيدة منتقبة في المظاهرات المؤيدة للرئيس المصري في ميدان رابعة العدوية عاديا، لكن الغريب أن تشارك في مظاهرات مناهضة له أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة مساء أمس. وصرحت السيدة المرافقة للمنتقبة، بعد أن طلبت عدم الكشف عن هويتها، "هذه السيدة خادمة عندي ولكن زوجها رفض مشاركتها في المظاهرات فنصحتها بالنقاب حتى تستطيع المشاركة ولا يستطيع زوجها كشفها"، وتابعت "هذه الفكرة مكنت خادمتي من المشاركة وفي نفس الوقت وجهنا رسالة أن هناك فئات "متدينة" تناهض الرئيس مرسي، وهذه هي عقلية المرأة المصرية". بينما صرح الداعية خالد عبد الله، أحد أبرز أنصار الرئيس، إن من بين المتظاهرات المؤيدات لمرسي "نساء يرتدين التي شيرت والجينز"، مشيرا إلى أن المشاركة لا تقتصر على المتدينات وحدهن. ويوزع كلا من مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري صورا ومقاطع فيديو لأدائهم الصلاة في ميادين الاعتصام، فيما يبدو محاولة لكل منهما لتأكيد نبل أهدافه وشرعيتها، وكونه قريب من طبيعة الشعب المصري الموصوف بالتدين.