قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، مدير تحرير جريدة "الوطن"، إن السياق الذي ألقى فيه الرئيس خطابه، أمس، جاء بعد الدعوات لتظاهرات يوم 30 يونيو، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن الرئيس لم يكن يجري هذا الخطاب إذا لم تكن هناك دعوة للتظاهرات. وأضاف مسلم، خلال حوار له على فضائية "سكاي نيوز العربية"، أن الرئيس وإخوانه يعرفون ما هو مدى الفشل الذي وصلوا إليه، ويعرفون أنهم فاشلون وليس لديهم أية إنجازات يعرضونها على الشعب، وأن هذا الخطاب هو أطول خطاب لرئيس مصري. وأشار مسلم إلى أن الرئيس قال خلال خطابه، إنه زار بعض محطات البنزين ليشاهد طوابير السيارات خلال أزمة البنزبن الراهنة، رغم أنه لا يوجد مواطن مصري واحد قال إنه شاهد الرئيس في أحد الطوابير، وتابع: "موكب الرئيس يتكون من أكثر من 35 سيارة كفيلة بأزمة لو تواجدت أمام محطة بنزين". وقال إن الدكتور مرسي وجماعته لم يستوعبوا حتى الآن أن الشعب المصري أصبح لا يتأثر بالخطابات العاطفية، مشيرا إلى أن المواطن المصري ليس مشغولا بتصريحات النخبة ولكنه مشغولا باحتياجاته اليومية من بنزين وكهرباء ومياه، وتابع: "مرسي ساهم في تراجع هيبة منصب رئيس الجمهورية، وهذا دليل على لغة الانتقام التي تتبعها جماعة الإخوان". وأضاف أنه يتضح من الخطاب أن الرئيس انتابته شجاعة متأخرة، مشيرا إلى أن الرئيس يصفي حساباته الشخصية، وتابع: "في حوار لإحدى الصحف قبل الثورة قال الدكتور محمد مرسي إن كمال الشاذلي وفتحي سرور رموز وطنية، والأمور بها ازدواجية، لأن مرسي أجرى حوارات مع سي بي سي ودريم قبل الانتخابات. الإخوان يشهرون بالناس عندما تتعارض مع مصالحهم"، مشيرا إلى أن الرئيس يعتقد أن الإعلام هو سبب فشله. وقال مدير تحرير "الوطن"، إن خطاب الرئيس كان مرتبكا في تصريحاته عن القوات المسلحة، وهذا يدل أن هناك أزمة بينه وبين الجيش، "ولم يكن ناقصا إلا أن يقول إنه هو من أمر الفريق السيسي أن يخرج بتصريحاته الأخيرة التي لاقت استحسان الشعب"، وتابع: "الرئيس كان يريد أن يطمئن نفسه، وطول الوقت يتملق الجيش والشرطة لحمايته من التظاهرات، ونسى المتظاهرين الذين سينزلون بالملايين، وهذا دليل على أن هناك فجوة كبيرة بينه وبين الجيش، وتعبيرات الفريق السيسي كانت دليلا على ذلك"