قال وزير إسرائيلي الخميس، إن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مستعد لتنازلات "مؤلمة" في الضفة الغربيةالمحتلة، في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين وذلك قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القدس. وقال ياكوف بيري وزير العلوم والتكنولوجيا من حزب "يوجد مستقبل" الوسطي، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "يعلم رئيس الوزراء نتانياهو أنه يتوجب القيام بإخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى، وبأنه يجب القيام بتبادل للأراضي". وأشار بيري الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، إلى أنه "ليس هناك شك بأن بنيامين نتانياهو وعددا كبيرا من وزراء الليكود يفهمون أو توصلوا إلى استنتاج مفاده أن من مصلحة إسرائيل الاستراتيجية، العودة إلى طاولة المفاوضات". وأكد بيري أن "بنيامين نتانياهو مستعد بشكل أكبر من السابق لأسباب أيديولوجية أو عملية إلى العودة فورا إلى طاولة المفاوضات". وتتناقض هذه التصريحات، الموجهة إلى كيري والرأي العام الدولي، مع آراء جزء كبير من الوزراء في حكومة نتانياهو الذين يدعمون الاستيطان ويرفضون فكرة قيام دولة فلسطينية. وتعتبر حكومة نتانياهو التي تم تشكيلها في مارس الماضي، أكثر تشددا من تلك التي سبقتها في الملف الفلسطيني. وفي سياق تصريحات بيري، أكد وزير آخر طلب عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة هآرتس اليسارية، أن نتانياهو يدرك أنه "من أجل اتفاق السلام سيكون من الضروري الانسحاب من 90% من الضفة الغربية وإخلاء حفنة من المستوطنات". وتزايدت التسريبات من هذا النوع في الأيام الأخيرة لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وأشار بيري إلى أنه في حال حدوث أزمة في الحكومة بسبب إعادة إطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، قد يجد نتانياهو "بدلاء" لدعمه مثل حزب العمل الموجود في المعارضة. ويلتقي نتانياهو مساء الخميس وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي يصل في زيارته الخامسة منذ توليه منصبه في فبراير الماضي حيث يحاول دفع الفلسطينيين وإسرائيل للعودة إلى مفاوضات السلام المتعثرة منذ نحو ثلاثة أعوام.