قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، اليوم، إن الخلاف الخاص بالبرنامج النووي لبلاده يمكن حله بسهولة إذا كف الغرب عن التصلب. وبينما اتهم الزعيم الإيراني الغرب بأنه مهتم بتغيير النظام أكثر من إنهاء الأزمة عبر خامنئي عن رغبته في حل القضية التي أدت إلى فرض عقوبات هي الأقسى من نوعها على قطاع النفط الإيراني وعلى الاقتصاد بوجه عام. ونقل الموقع الرسمي لخامنئي على الإنترنت عنه قوله "بعض الدول كونت جبهة متحدة ضد إيران وتضلل المجتمع الدولي ولا تريد بعنادها حل القضية النووية". وأضاف "لكن إذا تخلوا عن تصلبهم فسيكون حل القضية النووية سهلا" دون أن يوضح ما هي التنازلات التي يريد أن تقدمها الدول الغربية. وزادت الآمال في حل الخلاف النووي هذا الشهر بانتخاب حسن روحاني وهو شخصية معتدلة نسبيا رئيسا للبلاد. وتوصل روحاني عندما كان كبيرا للمفاوضين النوويين بين 2003 و2005 إلى اتفاق مع الدول الأوروبية علقت إيران بموجبه أنشطة تخصيب اليورانيوم بصفة مؤقتة. وتعهد روحاني، الذي يتولى السلطة في أغسطس، باتباع نهج أقل تصادما من محمود أحمدي نجاد الذي تعرضت إيران تحت رئاسته التي استمرت ثماني سنوات لعقوبات دولية تزداد شدة. لكن خامنئي، هو الذي يملك القول الفصل بشأن التوصل لاتفاق. وقال خامنئي، مرارا أن التصويت في الانتخابات "الملحمية" هو تصويت للنظام لكنه ناشد اليوم أيضا المشاعر الوطنية في اعتراف نادر بأن بعض الإيرانيين ربما لا يؤيدون الجمهورية الإسلامية لكنهم مع ذلك لا يقعون في فئة "العدو". وقال لمجموعة من القضاة "هذا (الإقبال) يظهر أنه حتى الناس التي لا تؤيد النظام تثق فيه وفي انتخاباته لأنهم يعرفون أن قوة الجمهورية الإسلامية تجعلها تقف كالأسد وتدافع عن المصالح والكرامة الوطنية بشكل جيد". غير أن خامنئي، الذي أختير لمنصب المرشد مدى الحياة عام 1989 مقتنع فيما يبدو بأن الغرب عازم على إزاحته وتدمير نظام ولاية الفقيه الذي يقوم عليه نظام الحكم في إيران. وأضاف "الجمهورية الإسلامية تتصرف بشكل قانوني وشفاف في النقاش النووي وتعرض حججا منطقية لكن هدف الأعداء وعبر استمرار الضغط هو إنهاك إيران وتغيير النظام ولن يسمحوا بأن تحل القضية". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كتب خطابا لخامنئي في 2009 وفي 2012 عرض حوارا مباشرا شريطة أن تكون إيران جادة بشأن إنهاء المخاوف المتعلقة ببرنامجها النووي. لكن هذه المحاولات لم تفعل شيئا يذكر في تهدئة مخاوف خامنئي. وقال "بالطبع الأعداء يقولون في كلماتهم وخطاباتهم إنهم لا يريدون تغيير النظام لكن نهجهم يناقض هذه الكلمات".