يتحدث الفنزويلي إيليتش راميريز سانشيز، المعروف باسم كارلوس، اليوم، للمرة الأخيرة أمام المحكمة قبل أن تصدر محكمة جنايات باريس الخاصة التي تحاكمه في الاستئناف حكمها في قضية أربعة اعتداءات دامية ارتكبت في فرنسا قبل ثلاثين عاما. واستمع القضاة إلى المتهم كارلوس خلال محاكمته أمام المحكمة الابتدائية في ديسمبر الماضي، وهو يقدم مداخلته طيلة نحو خمس ساعات قبل البدء في المداولات. لكن ذلك الحديث الطويل لم يجنبه حكم السجن مدى الحياة مع بقائه قيد الاعتقال 18 سنة، وهي أقصى عقوبة كان يمكن إنزالها به حينها. وطلب الادعاء الاثنين مجددا إصدار الحكم ذاته عقب مرافعة دامت ثماني ساعات ضد اليتش راميريز سانتشيز الرجل الذي لا يزال يعتبر "خطيرا جدا" حتى في سن الثالثة والستين. ودان الادعاء انتقال كارلوس إلى الكفاح المسلح مع تضامنه مع القضية الفلسطينية خلال السبعينيات قبل أن يتهمه بأنه تحول إلى "الحرب الخاصة" و"الابتزاز" "والارتزاق". وفي دلالة على تلك الحرب الخاصة أشار المدعون العامون إلى الاعتداءات الأربعة المرتكبة في فرنسا بين 1982 و1983 بهدف الإفراج عن رفيقة كارلوس الألمانية مغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه الذي اعتقل في باريس في فبراير 1982 وبحوزته أسلحة ومتفجرات. ونفى كارلوس الذي ادعى خلال الجلسة انه قتل "1500 شخص، ثمانون منهم بيديه" أي تورط في الاعتداءات الأربعة التي خلفت 11 قتيلا ونحو 150 جريحا في باريس وفي قطار يربط بين باريس وتولوز وفي القطار السريع بين مرسيليا وباريس وفي محطة سان شارل بمرسيليا (جنوب). كذلك طلب الادعاء حكما بالسجن عشرين سنة بحق الألمانية كريستا فروليش (70 سنة) التي حوكمت بتهمة المساعدة على أعداد الاعتداء لكنها تغيبت عن الجلسة لأن المحكمة الابتدائية أصدرت حكما ببراءتها. وقال الدفاع إن أرشيف أجهزة استخبارات دول شرق أوروبا التي نشط فيها كارلوس خلال الثمانينيات، والذي يشكل العمود الفقري للادعاء، لا يمكن أن تستخدم كدليل. واحتجت هيئة الدفاع على كون ذلك الأرشيف يتكون فقط من قصاصات صحف لدى الرومانيين ومحاضر مراقبة غير موقع عليها لدى المجريين ومواد من الارشيف الروماني والمجري جمعها الالمان الشرقيون، واعتبرتها "مفبركة" و"نسخ عن نسخ".