«البدوى» أبلغ مساعد وزير الدفاع أن قيادات «الإنقاذ» لا تملك تهدئة الشارع.. و«البرادعى» المفوض بالحديث مع «السيسى» كتب - خالد عبدالرسول وسمر نبيه ومحمد عبدالوهاب: قررت جبهة الإنقاذ الوطنى عدم قبولها للحوار مع الرئيس مرسى، قبل إعلانه استعداده الاستقالة من منصبه، وذلك بعد دعوات تلقتها الجبهة من قيادات عسكرية رفيعة تدعوها لقبول الحوار معه. جاء ذلك خلال اجتماع قيادات الجبهة أمس الأول الذى دعا له الدكتور السيد البدوى بمنزله، بغرض بحث ترتيبات الإعداد ل 30 يونيو، حيث تم التأكيد على أن «المصالحة الوطنية لن تأتى إلا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة». كشف سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، عن اتصال اللواء محمد العصار، نائب وزير الدفاع، بقيادات جبهة الإنقاذ خلال اجتماعهم مساء أمس الأول، لدعوتهم لقبول حوار مع الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية. وقال عبدالعال إن اللواء العصار أجرى اتصالاً بالدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أثناء انعقاد اجتماع قيادات الجبهة، لإبلاغهم «تمنيات الفريق أول السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، بأن يقبلوا الحوار مع مرسى». وكشف عبدالعال عن أن موقف قيادات الجبهة كان أن الحوار مع مرسى يبدأ بإعلان استعداده ونيته تقديم استقالته من منصبه وفتح الطريق أمام مرحلة أخرى تكون فيها مصر لكل المصريين وليس للأهل والعشيرة فقط، على حد تعبيره. وأضاف عبدالعال: على ماذا نتحاور وقد ضيعنا الشهور الماضية فى دعوات لسلطة الإخوان للاستجابة للحد الأدنى من المطالب الشعبية ومطالب ثورة 25 يناير، دون جدوى، وعلى ماذا نتحاور ووجود مرسى وجماعته فى السلطة، أصبح جزءًا أساسياً من المشكلة؟ وفى السياق ذاته، أوضح مصدر مطلع فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن قيادات «الإنقاذ» ناقشت التصريحات التى أدلى بها الفريق السيسى، والتى أمهل خلالها القوى السياسية ومؤسسة الرئاسة أسبوعاً للتفاوض بشأن الموقف الراهن. وأوضح «المصدر» أن اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع، أجرى اتصالاً هاتفياً ب«البدوى» طلب فيه بحث سبل التواصل بين المعارضة ومؤسسة الرئاسة، فضلاً عن الترتيب لإجراء لقاء يضم ممثلى «الإنقاذ» وقيادات القوات المسلحة، موضحاً أن «البدوى» أبلغ مساعد وزير الدفاع أن قيادات «الإنقاذ» لا تملك تهدئة الشارع المصرى أو إقناع الشباب بعدم التظاهر خلال 30 يونيو الحالى، مؤكداً أن المطالبة بسحب الثقة من النظام الإخوانى باتت مطلباً شعبياً ولا يمكن ل«الإنقاذ» التدخل فى هذا الشأن. وكشف المصدر أن «البدوى» أبلغ العصار تقدير «الإنقاذ» لخطاب «السيسى»، مؤكداً أنه طالب مساعد وزير الدفاع بأن تتحمل القوات المسلحة مسئولياتها للحيلولة دون سقوط أى ضحايا والانحياز لمطالب الشارع المصرى، وقد تقرر أن يكون الدكتور محمد البرادعى، منسق جبهة الإنقاذ، هو وحده المفوض بالحديث مع قيادات القوات المسلحة، فى حال إجراء حوار معها. وقال أحمد بهاء الدين شعبان، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، إن الاجتماع جاء بشكل أساسى لمناقشة استعدادات الجبهة ل30 يونيو، وتحركات كل حزب فى ذلك اليوم، والاتفاق على تفاصيل كثيرة لن يتم ذكرها الآن، على حد قوله، لافتاً إلى أن الجبهة تشاورت حول المصالحة الوطنية التى دعا إليها الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وانتهت الجبهة إلى أن المصالحة الوطنية انتهى وقتها وأن الكلمة الآن لم تعد بيد جبهة الإنقاذ الوطنى وإنما الشعب المصرى، حيث هو الذى سيحدد اتجاه الشارع فى 30 يونيو. وأشار شعبان إلى أن الجبهة لم تتوقف فى السابق عن مطالبة النظام بالحوار من أجل مصلحة الوطن، ولكنهم كانوا يسدون آذانهم، ويستمرون فى تخريب مؤسسات الدولة، مؤكداً أنه لم يعد هناك مجال للحوار، وأن 30 يونيو أصبح أمراً واقعاً وموجة ثانية لاستكمال الثورة. وقال عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى والقيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الجبهة انتهت خلال اجتماعها أمس، إلى تفويض الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد بالرد على اللواء العصار وإخباره بأنه لا سبيل للمصالحة الوطنية سوى بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة انتقالية لمدة 6 أشهر، وأن الكلمة الآن لم تعد للجبهة وإنما للشعب المصرى. وأضاف شكر فى تصريحات ل«الوطن» أن الاجتماع جاء بناء على دعوة الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، من أجل الاتفاق والإعداد ل30 يونيو، وتوحيد الصف والاتفاق على أن تكون قيادات الجبهة يداً واحدة، وعدم اتخاذ أى منهم قراراً إلا بعد التشاور مع سائر أعضاء الجبهة، مشيراً إلى أن استعدادات الجبهة ل30 يونيو كان سبب الدعوة المباشرة للاجتماع. وقد حضر الاجتماع كل من الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، ومنير فخرى عبدالنور الأمين العام للجبهة، وسامح عاشور نقيب المحامين، وعبدالغفار شكر، وأحمد بهاء الدين شعبان، والدكتور محمد أبوالغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، فيما غاب كل من أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار لانشغاله، والدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة، ومحمد سامى رئيس حزب الكرامة لسفرهم خارج البلاد.