لم تكن يوماً المقاهي الشعبية المصرية أو ما يعرف ب"القهاوي البلدي" مكانا لتحتسي مشروبك فقط، فعلى مر الزمان كانت القهاوي مكان تجمع أهالي الحارة الواحدة أو الشارع الواحد للحديث والاستماع إلى نشرات الأخبار والتناقش في أمور السياسة والحياة، ومنها خرجت مظاهرات وولدت آراء وعرف مبدعون، لكن قهاوي بورسعيد اليوم أصبحت منفذاً جديداً ليستمع ويشاهد أهالي المدينة البسطاء ألوان الثقافة المختلفة، كانت تلك فكرة "القهوة بلدي". مبادرة "القهوة بلدي" تنظمها مؤسسة "مبادرون"، أحد المؤسسات الشبابية الناشطة في بورسعيد، لتعطي الفرصة لرجل الشارع البورسعيد ليلتقي بمن لا يستطيع الوصول إليهم من مثقفين وأدباء وفنانين. يقول عمرو شريف مدير المبادرة، "بورسعيد مشهورة بالقهاوي.. والناس فيها بتتناقش في حاجات كتير، فكرنا نقدملهم خدمة مش موجودة وصعب يوصلولها، الناس اللي بتقعد على القهوة إزاي ممكن توصل لفرقة زي لايك جيلي ولا شاعر زي زين العابدين فؤاد". ويتحدث شريف عن التنظيم لكل فعالية، "بنتفق مع أصحاب القهاوي والمثقفين، الفعالية الواحدة سواء أمسية أو معرض بتلف على أكثر من قهوة كل يوم في قهوة شكل، نظمنا معارض وأمسية شعرية وحفلات غنائية لناس كتير، زي مسرح البرجولا للعرائس، لايك جيلي، معرض خط عربي للأستذ مصطفى حسين، وحفل غنائي للمطرب طارق الألفي". وعن تفاعل البورسعيديين مع الفعاليات، صرح شريف "الناس البسيطة بتيجي عايزة تقتني من المعروضات الفنية وتشتريها، البنات اللي في العادة ممنوع ينزلوا القهوة البلدي ويقعوا فيها بينزلوا مع أسرهم يتفرجوا على فعالياتنا، كل ده واحنا بادئين من شهر 5 اللي فات بس".