يتعالى صوته مع انطلاق لقاء كروي مثير بين منتخبين عريقين، لا يستطيع سامعوه أن يلحظوا انتماءه لفريق دون الآخر، ينتبه الذهن مع تغير نبرات صوته إثر هجمة خطيرة تظهر مهارات اللاعبين، ثم يتنبه الجميع إلى تسجيل أحد الفريقين لهدف في مرمى الآخر بمجرد أن يصدح المعلق الرياضي "مصطفى الكيلاني" بمقولته الشهيرة: "يا خبر أبياااض"، غير أن تلك المقولة لم تعرف طريقها إلى قلوب محبيه إثر سماعهم بنبأ رحيله إثر أزمة قلبية هاجمته وخطفت، على الفور، روحه. مسيرة المعلق الرياضي الشهير بدأت عقب سنوات من اعتزاله كرة القدم لاعبا بالنادي الأهلي بعد أن قضى أعواما، مرتديا تلك الفانلة الزرقاء التي ارتسم عليها شعار نادي الترسانة، ثم كان ميكروفون شبكة الشباب والرياضة في انتظاره لينقل للمستمعين صوتا هادئا لا يخلو من الحماسة، ينقل أحداث مباريات الدوري العام في منتصف التسعينيات، ولا يصعب عليه أن يعلق على "كلاسيكو العرب"، بين الأهلي والزمالك، خلال الدور الثاني من موسم "96 - 97"، والذي انتهى بفوز "الأحمر" بنتيجة " 3 - 1". ازدهار الكيلاني وصل إلى أوجه مع اختياره ضمن بعثة اتحاد الإذاعة والتليفزيون المكلفة بالتعليق على مباريات كأس العالم بفرنسا عام 1998، ليعلق على عدد من أمتع المباريات التي من أبرزها لقاء "الأرجنتين وهولاندا" في الدور ربع النهائي للبطولة، ثم يعود ليصيح مع جمهوره فور إحراز النجم الكرواتي "سوكر" لهدف الفوز الذي أهدى "برونزية كأس العالم" لبلاده على حساب "الطاحونة الهولاندية". جماهير الكرة المصرية لن تنسى للمعلق الرياضي الراحل أنه كان الصوت الوحيد الذي نقل لأسماع الملايين أحداث مباريات كأس العالم للشباب الذي استضافته الارجنتين عام 2001، حيث كان مندوبا لشبكة الشباب والرياضة للتعليق على مباريات المنتخب، فكان صوته يهز القلوب مع أهداف محمد اليماني ووائل رياض وجمال حمزة، والتي أهدت لمنتخب مصر الميدالية البرونزية العالمية الوحيدة في تاريخه، ليحفظ، وقتها، كل محبي كرة القدم مقولة "يا خبر أبيض" التي دائما ما خرجت من قلب "مصطفى الكيلاني" قبل أن تترجمها حنجرته. التعليق الرياضي لم يكن الشغل الشاغل للرجل الخمسيني خلال الفترة الأخيرة، بل كان نادي الترسانة يحتل في قلبه محل الابن، أحيانا، والأب، أحيانا أخرى، فها هو يرشح نفسه عضوا بمجلس إدارة النادي مع بداية الألفية الجديدة، ثم يقضي سنوات طويلة يتخذ القرارات ويدرأ الفتن ليجنب ناديه صراعات لا تبقي ولا تذر، قبل أن ينتبه أعضاء "التراسانة" لإخلاصه وينتخبونه رئيسا للنادي في أكتوبر عام 2012، خلفا ل"حسن فريد" الذي أخذ طريقه لعضوية مجلس غدارة اتحاد الكرة المصري، آنذاك.