فى أول رد فعل له على نبأ فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية، طالب المجلس القومى لحقوق الإنسان الرئيس الجديد، بأن تكون الفترة المقبلة، للمصالحة الوطنية، وبناء مستقبل مصر، واحترام قواعد القانون ومبادئ حقوق الإنسان، والعمل مع جميع القوى الوطنية، لاستكمال مرحلة التحول الديمقراطى، وتجاوز تحديات المرحلة. حول المصالحة، وأولويات الفترة المقبلة، وموقف الرئيس من منافسه، ومن القوى السياسية وحتى من الحزب الوطنى المنحل، حاورت «الوطن» الدكتور محمد فايق، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان.. * دعا المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى المصالحة بعد إعلان فوز الدكتور مرسى برئاسة الجمهورية.. أى نوع من المصالحة تقصدون ومع مَن؟ - الفترة المقبلة فى مصر تحتاج إلى مصالحة حقيقية، ومصارحة، حتى نستطيع أن نلتفت إلى المستقبل، فنحن لا نريد أن نشهد صراعاً بين القوى الموجودة الآن فى الساحة، ليحل بدلاً منه الحوار الدائم والمستمر لمواجهة جميع المشاكل والأزمات التى تمثل تحدياً كبيراً للمستقبل، ومنها موضوع الدستور، ولا يمكن إنجازه فى ظل هذه الحالة من الاستقطاب. * وكيف يمكن عملياً حل الخلافات القائمة بين القوى السياسية؟ - الخلاف يمكن إنهاؤه بالحوار، وليس بالمواجهة، ومن خلال الحوار فقط يمكننا أن نصل إلى حال أفضل، كما أنه من الضرورى احترام القانون، ليكون أساسياً لكل تحركاتنا. * ما الأطراف التى تعتقد أنه ينبغى أن يشملها هذا الحوار؟ - الحوار يجب أن يشمل الجميع، الأحزاب، والمجلس العسكرى، ورئيس الجمهورية، فكل هذه القوى يجب أن تعمل سوياً فى جو من المصالحة. * هناك فارق بسيط فى الأصوات التى أتت بمرسى رئيساً للبلاد، هل سيكون ذلك عاملاً محفزاً على المصالحة؟ - معنى أن ينجح رئيس على منافسه بهذه النسبة البسيطة، وفقاً لكل الديمقراطيات فى العالم، أن المعارضة ستكون قوية أمامه، عليه أن يتفهم ذلك، كما أنه لا ديمقراطية دون معارضة قوية، وإذا اختفى المعارضون اهتزت الديمقراطية بشكل كبير، ونحن الآن فى حاجة للمصالحة مع الجميع، وحتى المعارضة عليها ألا تجعل نفسها فى موقع الهدم، وعلى مالك السلطة يأخذ رأيها قبل أن يتخذ القرار. * هل تعتقد أن رئيس البلاد المنتخب قادر فعلاً على التجاوب مع دعوات المصالحة؟ - بعد انتخابات بهذا الحجم، أنا سعيد لأن الفريق شفيق، سارع وهنأ الدكتور مرسى، ونرجو أن تنتقل هذه الروح للجميع، وهذا أمر ممكن، خصوصاً أن خطاب مرسى الأول أكد على التوافق والمصالحة، وأرى أنه يتفهم أن مصر قوية بتعددها، وإن لم نحترم ذلك التعدد فسنكون أهدرنا قيمة كبيرة، لأنه لا يمكننا النجاح بإقصاء الآخرين. * هل المصالحة تعنى التغاضى عن جرائم النظام السابق ورموزه؟ - كل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية يجب أن يحاسَب، وليس شرطاً أن تكون المحاسبة جنائية، فمن الممكن أن تكون سياسية، أو أن ينتهى الأمر باعتذارهم. وهذه العملية مهمة حتى نحرر الآخرين الذين لم يرتكبوا جرماً، وإذا تم هذا نستطيع أن نتصالح مع الجميع، وبالطبع من حق أى شخص متضرر تم الاعتداء عليه، أن يلجأ للقضاء. ولكن علينا عندما نتجه إلى المحاسبة أن نضع أمام أعيننا أننا نسعى للمستقبل وللبناء، وليس لتصفية الحسابات والانتقام، والتفتيش فى نفوس وضمائر الآخرين.