سيظل مشهد الحشد الذى تعاون فيه الإخوان المسلمون مع بقية تشكيلات اليمين الدينى المتطرف، مادة خصبة لأكثر من طرف، أحد أبرز معالمها السيد عاصم عبدالماجد، صاحب السجل المثقل بإزهاق أرواح أكثر من مائة مصرى، عبدالماجد أزاح تقريباً كل الوجوه القيادية فى فريق الإسلام السياسى، واحتل الصدارة عندما «ابتكر» كلمة «تجرد»، رداً على حملة شباب مصر وشعبها بإعلان التمرد على حكم يدفع فى رأيهم، وطنهم إلى ما تحت السفح بكثير، وكأن الحكم الذى تفنن فى تعرية مصر بعد أن جرفها النظام السابق، كما قال أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، فى حواره الرائع مع الإعلامية اللامعة لميس الحديدى، على قناة «سى بى سى»، قد أسلم قياده لعبدالماجد الذى «جرده»، وتوارى خلف استراتيجيته الناجعة!!! ظهر الرجل فى ميدان رابعة العدوية مجسداً القيم الإسلامية والإنسانية عموماً بتهديد المعارضة بالسحق، نعم، السحق خبط لزق، وهذا التهديد أمر درج عليه من يطلبون من المصريين، بعد ثورة ضد نظام استبدادى، الدخول إلى حظيرة السمع والطاعة، لكن عبدالماجد اكتشف ما لم يخطر ببال أصحاب «المشروع الإسلامى»!!حيث هدد الملايين الساخطة لتردى أحوالها بصورة لم يسبق لها مثيل منذ وصول مكتب إرشاد جماعة الإخوان إلى الحكم، بأنهم، إن هم نجحوا فى إقصاء مرسى عن الحكم، فإن قائد الجيوش وجنرال المرحلة، سوف يقوم وأتباعه، بثورة «إسلامية!!!!» وبغض النظر عن مزايدته على الإخوان الذين يعتبرون أنفسهم مبعوثى العناية الإلهية لإدخال المصريين الإسلام وتقديم النموذج الأمثل، برئيس يصلى كل جمعة فى مسجد بما يستتبعه ذلك من تكاليف باهظة، فإن عبدالماجد اعترف وعلى الهواء مباشرة بأن «الثورة الإسلامية» هى عقاب الخارجين على طاعة مرسى، وقد قطع الرجل الطريق على أى منتمٍ لليمين الدينى المتطرف ادعاء القبول بالديمقراطية، ناهيك عن تطبيقها. باختصار صك عبدالماجد «السحق»كأداة وحيدة فى وجه المعارضة، وهو ما صدق عليه الحكم، فلم يخرج صوت واحد ينتقد هذا الطرح ولم نلمس أثراً لنائب، قيل إنه عام، وعبدالماجد يشعل الشرارة الأولى لحرب أهلية وهو يقول كذباً، إن المعارضين هم من القباط والشيوعيين فقط.ولا صوت أو حركة من جانب الدولة التى لم تكتفِ بتعرية مصر، بل أيضاً بتجريد الإسلام من كل مبادئه التى لو فهموها، ما وصلت الأوضاع إلى ما نحن فيه، عبدالماجد يقدم للعالم الخارجى صورة ناصعة للإسلام، فهو لا يجادل المخالفين بالتى هى أحسن، بل يسحقهم، وهو يكفر من لا يرتدى جلباب عبدالماجد، بعد أن أزاح الرجل برئيس الدولة واحتل مكانه، عملياً، بالتهديد والوعيد ويكشف «زيف» أن حكم الإخوان هو حكم إسلامى!!»، فالثورة الإسلامية بقيادة عبدالماجد هى المشروع المتوقع، إلا إذا.. وتصوروا معى أن صورة عبدالماجد وأقرانه هى الصورة التى يراها العالم الخارجى.. فكيف سيكون موقفه إذن فيما لو ضربتنا»القوى الخيرة» بقنبلة نووية لتجنيب البشرية مثل هذا المصير المرعب؟ خذونى على قد عقلى.. فأنا أرى تشويهاً متعمداً للإسلام، لهدف واضح فى نظرى!!