تبادلت أفغانستانوباكستان أمس الاتهامات في مجلس الأمن الدولي، بشأن مواقع تمركز الإسلاميين المتطرفين في منطقة الحدود المضطربة بين البلدين، ووصفت الأممالمتحدة تصاعد التوتر بين الجارتين بأنه "مؤسف وخطير". وقال ظاهر تانين مندوب أفغانستان الدائم لدى الأممالمتحدة، خلال مناقشة المجلس للأوضاع في بلده، إنه "لا تزال هناك ملاذات إرهابية على أرض باكستان، وتواصل بعض العناصر استخدام الإرهاب كإحدى أدوات السياسة الخارجية". ومن جانبه، قال مسعود خان مندوب باكستان الدائم في المنظمة الدولية: "ينشط الإرهابيون على جانبي الحدود غير المحكمة"، مشيرا إلى أن الكثير من الهجمات التي تتعرض لها باكستان دُبِّرت على أرض أفغانية، وإن الأمر يستلزم فرض رقابة مشددة على منطقة الحدود. وأضاف خان: "أرفض ما قاله السفير تانين رفضا قاطعا بوجود ملاذات إرهابية في باكستان"، مؤكدا أن تانين لم يكن موفقا في إثارة مسائل الحدود بمجلس الأمن الدولي، في الوقت الذي تتباحث فيه كابول وإسلام آباد بالفعل عبر قنوات أخرى، متهما الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتصعيد حدة التوتر. واتسم دور باكستان خلال الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 12 عاما بالغموض. ولإسلام آباد المتحالفة مع أمريكا تاريخ طويل من دعم "طالبان" في أفغانستان، في محاولة للرد على نفوذ جارتها الهند. وأطاحت القوات الأفغانية المدعومة من الولاياتالمتحدة ب"طالبان" في أواخر 2001، لرفضها تسليم أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على أمريكا. وقال جان كوبس المبعوث الخاص للأمم المتحدةلأفغانستان لمجلس الأمن الدولي، إن تصاعد حدة التوتر بين كابول وإسلام آباد مبعث قلق بالغ، لاسيما خلال هذه المرحلة من تطورات الأوضاع في أفغانستان، مؤكدا أن "مثل هذا التوتر مؤسف وخطير".