ألغت وكالات السياحة المصرية والأجنبية كافة الحجوزات السياحية الخاصة بها إلى مدينة الأقصر السياحية في مصر التي تضم ثلث أثار العالم، بحسب ما ذكرت مصادر "الوطن"، وذلك احتجاجا من الشركات السياحية ووكلاء السفر على تعيين محافظ منتمي للجماعة الإسلامية، فيما تصاعدت أزمة استقالة وزير السياحة وطلبه من رئيس الوزراء تدخل رئيس الجمهورية لعزل المحافظ الجديد إنقاذا للسياحة في مصر. قال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية في مصر، إن كل الحجوزات السياحية بمحافظة الأقصر تم إلغاؤها بالكامل صباح أمس الأول، احتجاجا على تعيين عادل أسعد الخياط، المحافظ الجديد. وأضاف أن موقف شركات ووكالات السياحة في مصر يتفق ويساند موقف وزير السياحة الدكتور هشام زعزوع الذي رهن استقالته بإقالة المحافظ الجديد، الذي يرى، والقطاع السياحي كله معه، أنه يوجه الطعنة الأخيرة إلى السياحة في المدينة المفضلة للسياح الغربيين والأوروبيين. وأشار"الزيات" إلى أن تعيين المحافظ الجديد يمثل هدم صريح للسياحة في مصر، موضحا أنه أبلغ وزير السياحة بذلك، مؤكدا أن السياحة فى طريقها للزوال، لافتا إلى أن جميع وسائل الإعلام العالمية ركزت على رفض تعيين محافظ الأقصر الجديد من الجماعة الإسلامية. وتتضارب الأنباء حول استقالة وزير السياحة، فقد رفض رئيس الوزراء هشام قنديل، استقالة وزير السياحة هشام زعزوع، الذي حذر من آثار سلبية على تعيين قيادي بالجماعة الإسلامية على رأس محافظة الأقصر السياحية. وكشف مصدر مسؤول في وزارة السياحة أن الوزير هشام زعزوع لم يحسم استقالته حتى الآن، في انتظار لاستبيان الموقف بأكمله، وأجل رحلة إلى الخارج على أمل أن يتخذ "قنديل" قرارا بعزل المحافظ الجديد أو قبول استقالته، خلال اجتماع مجلس الوزراء صباح اليوم، إلا أن "قنديل" أثر السلامة بحسب مصادر "الوطن"، ورفض استقالة "زعزوع" الذي قدمها على خلفية تعيين المهندس عادل أسعد الخياط، عضو الجماعة الإسلامية، محافظا للأقصر، وذلك عقب الاتهامات التي وجهها له العاملون بالقطاع السياحي بأن الصمت الذي أظهره الوزير عقب قرار التعيين هو موافقة ضمنية على القرار وتحيزا للحكومة على حساب صناعة السياحة. وأضافت المصادر أن الوزير "غاضب جدا من قرار الحكومة بتعيين محافظ لمنطقة سياحية جماعته لا تؤمن بالسياحة من الأساس"، موضحا أنه "حال عدم موافقة مجلس الوزراء على تغيير المحافظ فسيضطر لتقديم استقالته والانحياز إلى جانب القطاع السياحي". وردا على الاتهامات الموجهة إليه، أكد المهندس عادل أسعد الخياط، محافظ الأقصر الجديد، أن الجماعة الإسلامية لا ترفض السياحة ولا تعترض عليها، وأشار إلى أن الجماعة الإسلامية تعلم جيدًا أن السياحة مصدرًا أساسيًا للدخل القومي للدولة. وقال الخياط إن مهمته الأولى في المحافظة كانت استعادة الحركة السياحية مجددًا، مشيرًا إلى أنه يمتلك رؤية لتنشيط ودعم الحركة السياحية، وقد قامت الجماعة الإسلامية قبل ذلك بهذا الشأن عبر المؤتمرات وغيرها. وقال الخياط إنه لم يتم اعتقاله من قبل مثلما يشيع البعض، رغم تأكيده أنه مازال عضوا بالجماعة الإسلامية. ونفى "الخياط " أن يكون له أي علاقة بمجزرة الأقصر التى وقعت فى التسعينات، مشيرا إلى أنه كان متواجدا في محافظة سوهاج وقتها. وأكد المحافظ المنتمي للجماعة الاسلامية أنه سيعمل على تنشيط السياحة بالمحافظة، وأنه على استعداد لزيارة كل دول العالم للنهوض بقطاع السياحة، متمنيا لقاء الدكتور هشام زعزوع، وزير السياحة فى القريب العاجل، ولفت إلى أنه لن يستقيل على الإطلاق حتى لو استقال وزير السياحة، مؤكدا أنه باق في المنصب. ونظمت مجموعات من المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي والجماعة الإسلامية صباح اليوم سلاسل بشرية لحراسة المحافظ الجديد وتمكينه من دخول مقر المحافظة في مدينة الأقصر، ولحمايته من أي اعتداءات محتملة، فيما نظم المعارضون له وحشد من ممثلي شركات السياحة وقفات احتجاجية منذ الأمس وحتى مساء اليوم، وحملوا لافتات ورسوم "جرافيتي" تندد بالمحافظ المنتمي للجماعة الإسلامية.