ألقى الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، بيان دار الإفتاء بشأن تظاهرات يوم 30 يونيو، وأكد أن الافتاء تبث نصيحتها لكل المصريين، وتؤكد أن الاحتجاج السلمي فعل مقبول، شريطة أن تبقى تلك العملية التظاهرية في إطار سلمي دون التعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وعدم قطع الطرق وإيذاء المواطنين أو ترويعهم، وتهيب بالجميع أن يكون أي فعل احتجاجي مقرونًا بالسلمية. كما تدعو دار الافتاء المصرية كافة القوى الوطنية لإعلاء مصالح الوطن فوق المصالح الحزبية، مشيرًا إلى أن السفينة إذا خُرقت سيغرق الجميع ومصر هي سفينتنا والتي يجب الحفاظ عليها. وأضاف مفتي الديار المصرية في بيانه، في هذا الإطار، تهيب دار الافتاء بكل القوى السياسية أن تدرك أن الاجتماع على رأي واحد درب من الخيال وأن رقي الأمم وتحضرها يقاس بمدى إدارتها لثقافة الاختلاف، لذلك فإن دار الإفتاء تتمنى من كل القوى السياسية الالتزام بأدب الاختلاف مع الآخرين. شددت دار الافتاء، في بيانها، على حرمة الدماء أيا كانت، وتؤكد رفضها القاطع بأي استهانة لها، وهذا ما عبر عنه القرآن، مستعينًا بالآية الكريمة: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}، وأيضًا استعان بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}. كما استشهد "علام" بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، عن ابن عمر رضي الله عنه قال الرسول (ص)، "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، وعن عبدالله بن عمر بن العاص قال إن النبي (ص) قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من دم امرئ مسلم". واختتم علام بيانه قائلا: تتمنى دار الإفتاء أن يدرك المصريون جميعا أن مصر لن تقوم إلا بسواعد أبنائها، كما تدعو دار الإفتاء إلى تفعيل وثيقة الأزهر لنبذ العنف، كما تؤكد على أمانة الكلمة وأن تتحرى وسائل الاعلام الدقة في نقل الأخبار، وأضاف الله لن يضيع مصر وسيحفظها من كل مكروه. كما طلب من الجميع الإلحاح بالدعاء لمصر وأن يحفظ وحدتنا حفظ الله مصر من كل سوء.
