قال الدكتور محمد مرسى، الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية، عقب فوزه: إنه يتعهد أن يكون رئيساً خادماً للشعب وأجيراً عنده، «ولن أخون الله فيكم ولن أخون الله فى هذا الوطن». وتلقى مرسى لحظة إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوزه بالرئاسة، الذى تابعه من منزله بالتجمع الخامس، أول مكالمة تهنئة من نجله «أسامة»، وقال له: «ادعيلى يا أسامة»، فرد عليه نجله: «ربنا يعينك». وأوضح أسامة، ل«الوطن»، أن والده كان مستشعراً حمل المسئولية ونفسه هادئة ولم يبكِ بعد إعلان فوزه. ومن المقرر أن يلقى مرسى، خلال الساعات المقبلة، بياناً للأمة، يعلن فيه استقالته من رئاسة حزب الحرية والعدالة، ويحدد فيه خطوات المرحلة المقبلة. وتابعت حملته من مقرها إعلان النتيجة بشارع منصور بوسط القاهرة، وسط هتافات: «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، و«الله أكبر ولله الحمد»، و«يسقط يسقط حكم العسكر»، و«دم الشهداء مرحش هدر»، وانتابت الكثير من أعضاء الحملة حالة من البكاء وتبادل التهنئة بينهم. ووجه الدكتور أحمد عبدالعاطى، المنسق العام لحملة مرسى، التحية إلى الشعب، رسالة شكر إلى من حمى هذه الانتخابات، وجيش مصر ورجال القضاة الذين أخرجوا هذه النتيجة رغم كل ما أثير، ليثبت صحة المحاضر التى أصدرتها الحملة لصالح مرشحنا «الرئيس محمد مرسى». وجدد عبدالعاطى، خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته الحملة، أمس، عقب إعلان النتيجة، التزامه بأهداف الثورة ورفض الإعلان الدستورى المكمل والقصاص لحق الشهداء، وقال الدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى باسم الحملة: «ننحنى للشعب صاحب النتيجة الذى أعلن إصراره على إسقاط النظام السابق»، وأضاف: «يوم الاثنين السابق أعلن فوز مرسى بالرئاسة فى مقابل وقوف البعض للتشفى والتلاعب بأعصاب الجماهير، إلا أن النتيجة جاءت لتؤكد كلامنا، لذلك فالدكتور مرسى بدأ بالفعل الآن تشكيل فريقه الرئاسى». وتابع: «الشعب المصرى انحاز للجمهورية الثانية، وترك صفحة الماضى ولن نرث تركة مبارك، بل معركتنا مع المسقبل والتعاون مع كل أطياف المشهد السياسى». أما فى المركز العام ل«الجماعة» بالمقطم فتابع الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان، ونائبه المهندس خيرت الشاطر، وأعضاء مكتب الإرشاد، ومعهم الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب المنحل، وقيادات «الحرية والعدالة» على رأسهم الدكتور عصام العريان، نائب رئيس الحزب، فوز مرسى، وعقب إعلان النتيجة هتف أعضاء المكتب «الله أكبر ولله الحمد»، وأمّ «بديع» قيادات «الجماعة» فى صلاة العصر. وقال مهدى عاكف، المرشد السابق للإخوان وهو يبكى ل«الوطن»: «فوز مرسى نصر للشعب، ونسأل الله أن يكافئ الله الشعب». كانت «الجماعة» قد عقدت 3 اجتماعات أمس، الأول لمكتب الإرشاد، بكامل هيئته حيث تم استدعاء أعضاء المكتب من محافظاتهم، إما الاجتماع الثانى للمكتب التنفيذى للحرية والعدالة، إما الاجتماع الثالث مشترك بين مكتب الإرشاد والحزب. وتوافد أعضاء مكتب الإرشاد منذ صباح أمس، حيث حضر فى الثانية ظهراً «الكتاتنى» الذى دخل من الباب الخلفى، ثم أعقبه حسين إبراهيم، ود. عصام العريان، نائب رئيس الحزب، دون الإدلاء بأى تصريحات، وحضر الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى، ودخل مسرعاً وقال ل«الوطن»: «أنا عايز أتابع النتيجة دلوقتى». وأصدر مكتب الإرشاد قراراً لكافة المكاتب الإدارية بالمحافظات، بحشد أغلب أعضاء «الجماعة» فى ميدان التحرير، وقال المهندس مدحت الحداد، عضو شورى الإخوان، رئيس المكتب الإدارى لإخوان الإسكندرية، ل«الوطن»، إن نصف عدد الإخوان تقريباً متواجد حالياً فى القاهرة، وقال على خفاجى، المتحدث باسم حملة الدكتور محمد مرسى: «إن الإخوان حشدت كل قوتها من المحافظات أمس إلى ميدان التحرير»، موضحاً أنهم مستمرون فى «التحرير» حتى بعد إعلان فوز «مرسى» بالرئاسة لإسقاط الإعلان الدستورى المكمل. وجعل موقع جماعة الإخوان الرسمى «إخوان أون لاين» صفحته الرسمية «صورة لمرسى وهو رئيس». وفى «التحرير»، حالة من البكاء والصراخ والإغماءات انتابت آلاف المتظاهرين فور إعلان اللجنة العليا للرئاسة تتويج مرسى رئيساً للجمهورية، حيث انطلق الآلاف من المتظاهرين فى صرخات هستيرية ونوبات بكاء احتفالاً بالفوز، مرددين هتافات «الله أكبر»، فضلاً عن قيامهم بالسجود للتعبير عن فرحتهم بالفوز. وأطلق المتظاهرون عدداً من الألعاب النارية فى ميدان التحرير الذى توافدت عليه عشرات المسيرات من شوارع وسط البلد، مرددين هتافات: «مرسى خلاص راح القصر من دلوقتى هنحرر مصر»، فيما قامت أغلب محلات وسط البلد بإغلاق أبوابها فور إعلان النتيجة تحسباً لأى طوارئ قد تحدث. وطالب عدد من القوى الإسلامية الدكتور محمد مرسى المرشح الرئاسى الفائز فى انتخابات الرئاسة المصرية بعدم أداء القسم أمام المحكمة الدستورية العليا بما يمثل رفضاً عملياً للإعلان الدستورى المكمل الذى يقولون إنه يقلص صلاحيات الرئيس لصالح المؤسسة العسكرية وقال علاء أبوالنصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، إنه يؤيد رفض محمد مرسى تأدية اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا كما هو منصوص عليه فى الإعلان الدستورى المكمل. وأعلنت مجموعة من شباب الثورة المنتمين لجبهة إنقاذ الثورة، فور إعلان النتيجة النهائية للانتخابات بفوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية وخسارة الفريق أحمد شفيق، توجههم إلى مقر النائب العام للتقدم ببلاغ بمنع الفريق أحمد شفيق من السفر لحين الانتهاء من كافة التحقيقات والبلاغات المقدمة ضده، وذلك حفاظاً على أموال الشعب المنهوبة، على حد قولهم. وقال هشام الهوارى، المتحدث الإعلامى باسم الجبهة، التى تقدمت ببلاغ منع سفر شفيق: إنهم لن يتركوا المرشح الخاسر يهرب خارج مصر بعد إعلان خسارته دون المحاسبة على كافة جرائمه التى ارتكبها ضد الشعب المصرى هو ونظام مبارك الذى خرجت ضده الثورة. فى المقابل، وعقب سماع أنصار الفريق أحمد شفيق، المتواجدين أمام منصة الجندى المجهول بمدينة نصر، بإعلان فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية، هتفوا: «باطل باطل»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«الشعب يريد أحمد شفيق» و«الشعب يريد إعدام المشير». كما انهارت بعض السيدات المتواجدات أمام المنصة وأصبن بحالات إغماء وردد بعضهن «مش هنسكت.. مش هنسكت».