كل صورة تعبر عن جزء من حياتهم، فهذا نائم في مأواه اليومي "الشارع"، وآخر يكسب قوته بتنظيف السيارات، اثنان منهم يلعبون على الرصيف، آخر استيقظ من نومه باحثا عن "كولدير" يغسل به وجهه ليكمل يومه كالعادة، لقطات يومية ربما اعتدناها لكنها تمثل حياتهم، تلك اللقطات كانت محور معرض مؤسسة face الأمريكية التي أقامته اليوم في مركز workshops احتفالاً بأعمال بعض أطفال الشوارع الذين عملوا مع باحثين ومصورين من المؤسسة ليتعلموا فن التصوير. ستة أطفال هم أبطال معرض face للصور الفوتوغرافية، منهم علي عبد الناصر، طفل في السادسة عشرة من عمره، واحد من أطفال الشوارع المشاركين في المعرض بأعمالهم، بدأت حكايته مع face بذهابه مع أحد أصدقائه الذي كان يستخرج أوراق إثبات شخصيته بمساعدة المؤسسة إلى مقرها، أحب المكان فقرر أن يقيم في المهجع الذي تقيمه المؤسسة لأطفال الشوارع "شافوني ملتزم فعرضوا عليا أتعلم التصوير فقبلت، كنت الوحيد اللي من أول مرة طلعت كل صوري كويسة ومافيهاش غلطات ما بين كل اللي معانا، حسيت إني ممكن أمشي في المهنة ديه، عشان كده عايز أكمل واشتغل مصور"، عبد الناصر يرى أن الصورة قيمتها في أنها يجب أن تحكي شيئاً "ما الصورة اللي ما بتقلوش حاجة مالهاش قيمة، لازم أبص للصورة وألاقيها بتقوللي حاجة، أنا نفسي أنزل في الشارع وبين الناس وأصور لقطات بتحكي قصص". الباحث الاجتماعي حسن أحمد أكد أنهم اختاروا الأطفال بناء على حبهم للتصوير "مافيش حاجة في face بالإجبار، من أول ما الطفل بيجي بيختار يمشي إمتى ويروح إمتى، يشتغل إيه، يدرس ولا لأ"، ويضيف أحمد أن الورشة التي استمرت شهرين، من أبريل الماضي وحتى يونيو، بدأت بعشرة أطفال، وانتهت بستة أطفال أكملوا الورشة للنهاية وأنتجوا الأعمال في المعرض "في صور خدها الأطفال مرتبطة بحياتهم ومعيشتهم، وفي صور تانية خدها الأطفال لمناظر طبيعية في أماكن خرجنا فيها معاهم خلال الورشة نعلمهم فيها التصوير زي الأزهر بارك والقرية الفرعونية".