على بعد 90 كم جنوبالقاهرة، اجتازت «الوطن» الأسوار الأسمنتية لمحطة «الكريمات» الشمسية، لتبدأ جولة داخل أكبر مجمع من نوعه فى الشرق الأوسط لإنتاج الطاقة الكهربائية من أشعة الشمس بقدرة 140 ميجاوات، يمكنه تلبية احتياجات نصف مليون مواطن من الطاقة، إلا أنه خارج نطاق الخدمة فى انتظار «الخبراء الألمان» لإعادة تشغيله مع أن تكلفته تجاوزت مليارى جنيه. ففى سبتمبر 2007 تعاقدت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة مع شركة ألمانية لبناء المحطة الشمسية فى الكريمات بهدف استغلال نسبة السطوع الشمسى فى هذه المنطقة، التى تتراوح بين 9 و11 ساعة يوميا. وعلى امتداد 7 كم تمتد ألواح الطاقة الشمسية المصممة بهندسة ألمانية لتتبع الشمس فى حركتها خلال فترات النهار، وتوفر هذه الألواح الطاقة لتسخين كميات من المياه ومن ثم توليد الضغط والبخار بنسب كافية لتشغيل توربينات توليد الكهرباء. ومن أعلى المبنى الإدارى للمحطة يمكن مشاهدة توربينة غازية تعمل بقدرة 79 ميجاوات تستخدم الغاز الطبيعى كوقود أساسى، والمازوت كوقود بديل، ووحدة استرجاع الحرارة وتوليد البخار، وتتكون من مبادلات حرارية لتوليد البخار، وتوربينة بخارية أخرى بقدرة 63 ميجاوات تستقبل البخار الناتج من وحدتى استرجاع الحرارة لتوليد الكهرباء، مع نظام التبريد لتكثيف البخار الخارج من التوربينة الحرارية. وتعد «الكريمات» حقلا شمسياً يمكن أن تتجول بداخله بين مجموعة كبيرة من مصفوفات المركزات الشمسية على شكل قطع أسطوانية من المرايا العاكسة التى تعمل على تركيز الإشعاع الشمسى المباشر على مستقبل حرارى طولى موجود أعلى المركزات، يعمل بدوره على تسخين الزيت كسائل انتقال الحرارة، وهى مزودة بجهاز توجيه مهمته تتبع حركة الشمس من الشرق إلى الغرب بشكل يومى. ويقول المهندس مصطفى عبدالمنعم، رئيس قطاع محطة الكريمات الشمسية، فى تصريح ل«الوطن»: إن نظام عمل المحطة يعتمد على الطاقة الشمسية خلال ساعات النهار وعلى الغاز الطبيعى أثناء الليل لتشغيل 110 ميجاوات، مشيرا إلى أن وزارة الكهرباء تخطط لطرح مناقصة جديدة فى نهاية العام الحالى لإنشاء محطة كهرباء كوم أمبو بقدرة 100 ميجاوات، بحيث يراعى فيها تخزين الطاقة الشمسية خلال ساعات النهار لإعادة استخدامها خلال فترات الليل والاستغناء عن الغاز الطبيعى تماما. ومنذ يوليو 2011، كانت «الكريمات» تغذى الشبكة القومية بالكهرباء إلا أن المحطة متوقفة عن العمل لأنها تجاوزت عدد ساعات التشغيل التى تقدر ب12 ألف ساعة، وهى المدة التى حددها الشريك الأجنبى المصمم للمحطة؛ تجنباً لتعرض مكوناتها للتلف فى حال استمرار تشغيلها فوق الطاقة المخصصة لها. وأضاف المهندس مصطفى عبدالمنعم أن العاملين ينتظرون «عودة الخبراء الأجانب» لإعادة الكشف على مكونات المحطة، وفى حال اكتشاف أعطال ستجرى عمليات الصيانة لها، مشيرا إلى أن فريق المحطة المكون من 222 عاملا ومهندسا ينتظرون بدء العمل لإعادة التشغيل مجددا دون تحديد موعد مؤكد لوصول «الخبراء». وأوضح «عبدالمنعم» أن جميع مكونات المحطة صناعة ألمانية وأنه لا يوجد أى نسبة لمساهمة المكون المحلى فى إنشائها؛ نظرا لاحتكار الشركات الأجنبية عمليات تصنيع مكونات محطات الطاقة الجديدة، وغياب المصانع العربية التى توفر هذه المعدات، داعيا القطاع الخاص للمشاركة فى استثمارات إنشاء المحطات الشمسية فى مصر، التى يصل سعر الكيلووات المنتج منها إلى 42 قرشا بالمقارنة بالمحطات الحرارية؛ حيث لا يتجاوز سعر الكيلووات 15 قرشا، على أن يلتزم منتج الكهرباء «الاستثمارية» ببعض الاشتراطات منها توفير المستهلكين التابعين له والقابلين بشراء الكهرباء بسعر غير مدعم.