أصدرت مكتبة الدار العربية للكتاب رواية "بعد القهوة"، التي يصفها مؤلفها الدكتور عبدالرشيد الصادق محمودي في عنوان فرعي بأنها ثلاثية روائية، تدور أحداث الجزء الأول منها "قاتلة الذئب" في قرية "القواسمة" بمحافظة الشرقية في مصر، أما الجزء الثاني "الخروف الضال" فتدور أحداثه في مدينتي الإسماعيلية في منطقة القنال، وأبوكبير في محافظة الشرقية، فيما تدور أحداث الجزء الثالث "البرهان" في "فيينا" عاصمة النمسا. والرابط الرئيسي بين هذه الأماكن المتباينة، مسيرة طويلة يقطعها بطل الرواية "مدحت"، بدءا من طفولته بقرية "أولاد قاسم"، مرورا بصباه الأول وتعلمه في الإسماعيلية وأبوكبير، حتى ينتهي به الأمر إلى الإقامة فى فيينا مرتين، الأولى بعد التحاقه بالسلك الدبلوماسي، وقد شهدت المدينة عندئذ ولادة روايته الأولى وفشل زواجه، ومرة أخرى بعد عقدين من الزمان. وتحفل الرواية ببيئات مختلفة وشخصيات متعددة، بالإضافة إلى شخصية البطل، وهي ثرية بفضل الروافد الثقافية التي غذتها، وثرية باختلاف أساليب السرد، وتنوع المشاهد التي تتنقل بين ما هو هزلي، وما هو جاد شديد الجد. يذكر أن مؤلف الرواية، موظف سابق في منظمة اليونسكو بباريس، بدأ حياته في المنظمة مترجما، فرئيس لتحرير الطبعة العربية من مجلة "رسالة اليونسكو"، فأخصائي برامج بقطاع الثقافة، ثم عمل مستشارا ثقافيا. ودرس عبدالرشيد الصادق محمودي الفلسفة في جامعتي القاهرةولندن، وحصل على درجة الدكتوراه في مجال دراسات الشرق الأوسط من جامعة مانشستر، ومارس الكتابة الإذاعية للبرنامج الثاني في إذاعة القاهرة، وللقسم العربي في ال "بي بي سي" بلندن، كما اشتغل بالترجمة في القاهرة وفى لندن. ومحمودي كاتب متعدد الاهتمامات، فهو شاعر وقاص وروائى ومترجم، وباحث في مجالات الفلسفة والنقد وتاريخ الأدب، نشر مجموعة شعرية، وثلاث مجموعات قصصية، ورواية، وتعد رواية "بعد القهوة" هي روايته الثانية.