يتعلم الأطفال كيف يشعرون بأنفسهم وقدراتهم من كل ما تقوله وتفعله، فهم يميلون جدا للتقليد، ولذلك فإن أكثر طريقة فعالة لمساعدة طفلك على تعلم عادات صحية، هى القيام بتلك العادات على نحو بناء وليس من خلال مكافأتهم أو معاقبتهم، فعندما تكون مثلا أعلى يحتذى به ستجعل أبناءك سعداء، كما ستساعدهم على المحافظة على وزن صحى، ولهذا فإذا كنت تريد إحداث تغيير إيجابى فى حياتك، فعليك مشاركة أبنائك فى تلك التغييرات. العادة السيئة الأولى: انتقاد نفسك إن الأسلوب الذى تنتقد به مظهرك يرسل رسالة ضمنية لأبنائك، أن تقدير الشخص لذاته يقوم على الحصول على جسد مثالى، فالفتيات على وجه خاص يتأثرن بشدة بما يسمعنه من أمهاتهن، مما يجعلهن ينتقدن أنفسهن فيما بعد بنفس الطريقة ويكرهن وزنهن، وبالتالى نظرتهن السلبية لمظهرهن تجعلهن يتبعن أنظمة غذائية غير صحية مثل نظام ريجيم قاسٍ، مما يجعلهن يصبن باضطرابات خطيرة فى نظامهن الغذائى. العادة السيئة الثانية: الهروب من المشاكل بالطعام إذا كنت معتادا على تناول الطعام لتكون على نحو أفضل عندما تكون حزينا أو شاعرا بخيبة الأمل، فهذا يمكن أن يرسل رسائل غير صحية لأطفالك، لأنك تفهمهم أن الغذاء هو العامل الذى يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، فبدلا من ذلك حاول البحث على طرق أخرى للشعور بالسعادة، كالتحدث مع الأصدقاء أو الخروج معهم، فيجب أن تتوخى الحذر فى أنماط الحياة الخاصة بك لأن أطفالك ستقلدك فى عاداتك الصحية السلبية والإيجابية على حد سواء. العادة السيئة الثالثة: الإفراط فى استخدام التكنولوجيا، ليس عدلا أن تمنع أطفالك من استخدام الهاتف المحمول أو أى جهار إلكترونى على مائدة الطعام، فى حين أنك تقوم باستخدامه، فإذا أردت إرساء قاعدة عامة لعدم استخدام تلك الأجهزة أثناء الطعام، فعليك أولا الالتزام بها كى تكون إلزاما على الجميع، الآباء قبل الأبناء، فقد ثبت أن الأطفال الذين يقضون معظم وقتهم أمام شاشات الكمبيوتر، يجدون مشاكل فى النوم وأداؤهم سيئ فى الدراسة، بالإضافة إلى معاناتهم بمشاكل الوزن الزائد، وعلى الجانب الآخر، فإن الأطفال الذين يتناولون الطعام مع آبائهم بانتظام، هم أقل إصابة بالسمنة. العادة السيئة الرابعة: الاهتمام الزائد بالأنشطة السطحية معظم الفتيات الصغيرات يلعبن لعبة الملابس ولكن يحذر الخبراء من كثرة الاهتمام بالحفلات الترفيهية ونسيان الأنشطة الأخرى المهمة، فيجب استغلال الوقت فى القيام بعادات صحية، مثل المشى وممارسة الرياضة بانتظام، كما يجب تحبيب الفتيات للرياضة وتشجيعهن لها عن طريق إقناعهن بمدى أهميتها لبناء جسد قوى والتخفيف من حدة الضغط العصبى. العادة السيئة الخامسة: المشروبات الضارة للتخلص من العصبية إذا عدت إلى المنزل بعد يوم سيئ فى العمل وقمت بشرب الكحوليات، فإنك بهذا ترسل رسالة لطفلك بأن الكحول هو وسيلة جيدة لتخفيف الشعور بالضغط العصبى ويجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، الشىء نفسه ينطبق على الاعتماد على طن من القهوة للحصول على الطاقة، فبدلا من ذلك يمكنك اتباع طرق صحية للتخلص من التوتر والاسترخاء، مثل ممارسة الرياضة، التأمل، أو القيام بهواية مفيدة. العادة السيئة السادسة: المنافسة فى كل شىء المقارنة الدائمة بالأطفال الآخرين (الجيران، وزملاء الدراسة، والأشقاء) نادرا ما تكون حافزا جيدا لأطفالك، بدلا من ذلك، حاول تشجيعهم بشكل إيجابى، من خلال تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ليبذلوا قصارى جهدهم، بالإضافة إلى مساعدتهم على التركيز على متعة كونهم خارج المنافسة، يمكنك أيضاً مساعدتهم على ممارسة نشاط محبب لديهم كى يشعروا بالأمل والسعادة. العادة السيئة السابعة: التشاجر الدائم بحجة ضغوط الحياة إذا كنت أنت وزوجتك على شجار مستمر، فسيتعلم أطفالك هذا التصرف ويقلدونك، ولذلك حاول التعامل مع هذه الضغوط بإيجابية، من خلال محاولة البحث عن بعض تقنيات إدارة الإجهاد، فإن الشجار يجعلك تشعر بالارتياح فى الأول فقط، ولكن بعد ذلك ستشعر بالاختناق من كثرة النقاش الذى يؤثر سلبيا على نفسية الأطفال، وقد تبين أن الضغط العصبى السلبى يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. العادة السيئة الثامنة: النميمة انتقاد تصرفات ومظهر الأشخاص الآخرين يعد علامة على ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك التخلص من هذه العادة السيئة، الأمر نفسه ينطبق على الانغماس فى الكثير من البرامج التليفزيونية والمجلات التى تعتمد على القيل والقال، فبدلا من ذلك، أوقف تشغيل التليفزيون عندما تذاع تلك البرامج وقم بتعليم أطفالك كيفية الاسترخاء وإعادة تنشيط ذاكرتهم بطرق صحية، أو خذهم فى نزهة لركوب الدراجة مثلا. مواجهة نفسك إذا وجدت نفسك تتصرف بطريقة سلبية أمام أطفالك، فلا تهرب وتنكر ما فعلت، بل واجه واعترف بخطئك واستغله ليكون عظة لأطفالك، واطلب منهم مساعدتك على التوقف عن عاداتك السيئة، فتشير الدراسات إلى أن الأسر تصبح أكثر سعادة إذا دعم أفرادها بعضهم بعضا، من خلال التخلص من العادات السيئة ومواجهة الخطأ بشجاعة وبذلك يتمتعون بصحة أفضل.