أعتقد أن هدف تقسيم مصر وتمزيقها هو الهدف الأول فى جدول جماعة الإخوان والمجموعات المتفرعة عنها التى تضع كل منها لافتة كبيرة وبحروف بارزة، كلمة أو وصف الإسلام وتسبغه على نفسها على غرار الجماعة الأم التى حصرت الإسلام على «إخوانها» فوحدهم «المسلمون»، وعلى من هم خارجها أن يهرعوا إلى مكتب الإرشاد لكى يحصلوا على شهادة بديعية تفيد بانتمائهم للدين الإسلامى الحنيف. وأنصار الجماعة وتابعوها فوق القانون، يقتلون أبناءنا من أفراد الجيش أو الشرطة وهم مطمئنون إلى تقديم هذه الجرائم فى وسائل الإعلام، على أنهم «جهاديون أو إسلاميون» وكل المفردات المضللة لتغطية الإرهابيين القتلة وإسباغ صفة الجهاد على جرائمهم.. وحيث يتنامى الاستياء الشعبى من فشل جماعة الإخوان فى إدارة دولة تبين أنها أكبر من قدراتهم بكثير، بل حتى لم تفلح فى حل مشكلة ببساطة مشكلة النظافة التى لا تحتاج سوى إرادة إدارية فقط. برزت أدوار الأجنحة المساعدة للجماعة وفى مقدمتها إغراق الوطن -الذى سبق أن أعلنوا أنه «طظ فيه»- فى بحور من الدم، كما يهددون ليل نهار، وكأنه ليس للدم حرمة وكأن الله، عز وجل، لم ينهَ عن القتل إلا بشروط واضحة بقوله: «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا»! ورعب أمام الغضبة الشعبية الواضحة وبداية كشف البسطاء الخديعة التى أوقعهم فيها المتاجرون بالدين، رفع أحد رموز الإرهاب، الذى قتل 108 مواطنين بيديه الآثمتين الملوثتين بدماء الضحايا وهو عاصم عبدالماجد، ليحذر الكنيسة من مشاركة المواطنين المصريين المسيحيين فى مظاهرات حركة تمرد فى 30 يونيو. ولى عدة ملاحظات على هذه الدعوة المشينة. أولا: من يمثل «عبدالماجد»؟ وما دوره فى الدولة الإخوانية؟ وهل يفترض أن المسيحيين يعيشون فى كوكب آخر، أو أنهم لا يعانون الأزمات الخانقة مثلهم مثل كل مصرى آخر؟ لقد أقسم الدكتور محمد مرسى على احترام الدستور والقانون، فأين الدولة من دعوة «عبدالماجد»؟ ولماذا لم يسأل عن «أدواته» فى ذبح الضحايا الأقباط الذين طالب الكنيسة، التى اعتبرها دولة معادية، بعدم «التضحية!!» بهم؟ أليس هذا، مثلا، تحريضا على القتل وشروعا فيه؟ ولم يتعلم هؤلاء من درس «الاتحادية» عندما فشلت تحريضات «الشاطر» و«البلتاجى» وغيرهما بالادعاء الفج بأن 80% من المتظاهرين هم من الأقباط! أين رئيس الدولة من تهديد «عبدالماجد» لمواطنين ضمن «كل» المصريين الذين يكرر أنه رئيسهم دون تفرقة؟ وهل تبارك الدولة إذن تصريحات أحد أبنائها المشمولين برعايتها وحمايتها، التى تقسّم مصر بالفعل بين مسلمين وأقباط؟ لا يؤكد ذلك أنهم غير معنيين بمفهوم الوطن ولا بالدماء الزكية التى روت رمال سيناء وسالت من شهدائه، مسلمين وأقباطا، أن دعوات التمزيق، تحت ستار الإسلام، تصب فى قناة مشروع «إن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل فى المنطقة العربية، هو تفتيييييييت المنطقة إلى دويلات عرقية وطائفية»!! و30 يونيو لمناهضة هذا المشروع المدمر!!